حارتنا القديمة في رمضان
اليوم هو السادس والعشرون من رمضان وحتى هذه اللحظة المباركة لم يطرق باب منزلنا أحد من جيراننا وطبعا نحن إلى الآن لم نصل باب أحد منهم*
لاأجد لنا العذر كما أنني لم أوجده لهم
حتى ونحن نصلي مع بعض أحس أنني لاأعرفهم سوى بوجوههم أخاف أن يغير أحد منهم شخصيته فلا أعرفه
سلامنا (بوري )السيارة يغني عنه
طبعا لأننا نسكن حارة جديدة منذ أربع سنوات*
وكانت حارتنا القديمة وهي لاتبعد عنا سوى شارعين كانت مليئة بالأحداث والمجريات كانت أيام رمضان بالنسبة لنا غير عن كل الأيام*
فقبيل آذان المغرب تجدنا كل منا يحمل في يده صينية نذهب بها لجار من جيراننا وقدنحمل لهم طعامهم فنجد أن ابنا لهم يقف على بابنا أرسلته أمه بما تفننت بصنعه فلا نكلف أنفسنا عناء الذهاب إليهم*
كان صوت المرحوم (ابوعايش)مؤذن جامعنا صوت مميز لانفطر حتى نسمعه كلنا لأنه يرفع صوته بكل ماآتاه الله وكان صاحب توقيت دقيق (هذا في المغرب*
بعد صلاة العشاءنجتمع *ثم نروي لبعضنا*
ونحن في الطريق *للعب كرة الطائرة عما أعجبنامما جاءنا من جيراننا*
كرة الطائرة وقتها أطول الأوقات فمن بعد العشاء حتى السحورنلعبها بلا كلل أوملل*
فهي تجمع الناس من كل الحواري
ودائما مانترك الشبكة على أعمدتها فنجئ في اليوم الثاني فلا نجد سوى الأعمدة*
كان بعض جيراننا في بعض الليالي يصنع وليمة يعتبرها كبار السن (صدقة لأمواته)فكانت*وجبة لذيذة يتعبون في إعدادها ونستمتع نحن في أكلها*
طبعا لصغرسننا نحضر دون أن نعزم إما لعلمنا أنهم جيراننا أو لعلمنا أن صاحبها قد أعدها طلبا للأجر فلن يطردنا ولعلمه أننا مؤدبون فلن نأكل حتى ينتهي الكبارونؤمر بحمل السفر وتنظيف المكان كوننا آخر من قام عنها
لاأعلم لم تذكر الماضي جميل ؟لكنني أجزم أننا لانتدكر سوى الجميل فيه*
إذليس من المعقول أنه كله جميل ففيه من المصاعب والمتاعب الشئ الكثير ولكنها انتهت بوقتها وطبيعتنا لاتحب الاستغراق فيها*
أنا لاأطالب أن يعود الزمن إلى الوراء ولكنني أطالب أن تعود أنفسنا لطهرها وصفائها الذي كانت تحمله في طياتها
صلاح ضيف الله