×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير

عوض الأحمري

منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع مادة التعبير من أساتذة التعليم ( حفظهم الله ووقاهم من متابعة وملاحقة وتعقب وزارتهم الموقرة ) التي لا تزال إلى وقتنا الحاضر و إلى أن يشاء الله مستمرة في عملية التلقي والتلقين لهذه المادة وغيرها، وحتى لا تصاب يا عزيزي القارئ بالملل والكآبة من حديثي فقد أحببت أن أطمئنك أنني لستُ من أساتذة التربية والتعليم حفظهم الله و الذين كان ولا يزال لمعاناتهم مع وزارتهم الموقرة صولة وجولة يتابعها الرأي العام باهتمام بالغ . ما يطالبون به يعتبر من حقوقهم الوظيفية التي يرون أنها سقطت ثم تدحرجت من أعلى درجات السلم الوظيفي كقضية حقوق وظيفية يخشى الجميع بعد تدحرجها أن تتسبب في تهشمّات لجمجمة التعليم ، المعلم الذي لا يزال يصف نفسه بالسلم الذي يصعد عليه الجميع من واقع نظرة متبادلة بينه وبين المجتمع الذي لم يصبه الكلل والملل من رمي اللوم على المؤسسة التعليمية في بناء الإنسان.

أعود إلى موضوع مادة التعبير الذي جنحتُ عنه لأعبر عن معاناة المعلم مع وزارته ومجتمعه، بقي أن أعبر عن معاناة المجتمع مع العملية التعليمية وأطرافها وأدواتها ومخرجاتها ..الخ ، وعندما بدأت أعبر عن هذه المعاناة وجدت ( مادة التعبير) حاضرة بين أحرف الكلام ، ولكن يا ترى ماذا أقول عن ما أضافته مادة التعبير في حياتنا تلك المادة التي تعد من أسهل مواد التعليم لدرجة أنني لازلتُ أذكر العديد من زملاء الدراسة الذين كان يعبّر لهم أولياء أمورهم ذكوراً و إناثاً، ولا يعبّرون و إذا تحدثّت إليهم تجدهم لا يفقهون حديثاً.

مشاركة الآخرون لنا التعبير الذي اعتمد في أساسه على التلقي والتلقين ربما إنها لم تكن مشاركة مقننه أو إنها لم تكن تصدر تحت تأثير قناعاتنا وربما ارتبطت بعض الظواهر السلبية في سلوك المجتمع إلى غياب التعاون المشترك والمقنن بين أطراف العملية التعليمية والمجتمع المبني على قناعات موحده ، ( الإتكالية ) من وجهة نظري عندما تكون إحدى الإفرازات التي ظهرت بعض ملامح صورها في مجتمعنا نتج عنها كمٌ كبيرٌ من الاتهامات المتبادلة بسبب النتائج والمخرجات المحبطة والمخيبة لآمال الجميع وتطلعاتهم في صناعة الإنسان ، إضافة إلى أن عدم التكافؤ والتوازن في ممارسة بعض الأدوار التي نفترض قيامها على أسس من التعاون العلمي المقنن والمبني على دراسات وأسس واضحة وأهداف إستراتيجيه ساهم أيضاً في الخلل الذي نشاهد اضطراب ملامحه في حياتنا من وقت لآخر

أعود إلى ما ذهبتُ عنه ، وإن كان في نظر البعض منكم غير هامّة ، فالنار من مستصغر الشرر، وعندما عمدتُ أن أتحدّث عن التعبير و المُعَبِّر و المُعَبَّر عنه وغياب الأدوار والتطلعات والاتهامات ..الخ، وما تبع ذلك من صنع أجيالاً إتكالية فشلت في التعبير عن واقعها وقناعاتها ومطالبها ، لا تزال تلك المواضيع التي عبّرنا عنها والتي لا يزال التعبير عنها جارياً إلى تاريخ نشر هذا المقال لم تتعدى حبر خربشة الأقلام التي كتبت على ورق دفاتر التعبير بإسهاب وسرد لا مثيل له، سوف تجدونها بعد نهاية الامتحانات متناثرة حول مدارس التربية والتعليم( كأوصالِ شَلوٍ مُمَزّعِ) لتضاهي ما يُكتب على جدران المدارس الخارجية وعلى فصول وطاولات التعليم في مدارسنا كدليل واضحٍ على سلوك كاتبها من أبنائنا في عقر دار التربية والتعليم الذي خالف ما تعلَّمهُ و كتبهُ وأعطى مؤشراً مبدئياً لمجموعة من السلوك التي تحوّلت إلى مجموعة من الظواهر السلبية، التي يحق لكم أن تتوقعون تطوراتها في مجتمعنا مستقبلاً ، وكل ذلك قبل أن يتسلّم أولياء الأمور النتيجة العامة لتحصيل أبنائهم التربوي والتعليمي.

لكم أن تتسائلون كم من المرّات عبّرنا في مدارسنا عن الصدق.. وعن حقوق الوالدين.. وعن الوطن.. وعن النظافة.. وعن المعلم وعن صلة الرحم ..؟؟؟...الخ ، وفي اعتقادي أن كل من كذب وكل من عقّ والديه وكل من أفسد وكل من خان وطنه وكل من قذف نفايته من نافذة سيارته وكلّ معتدٍ على معلمه...الخ جميعهم ممن سبق لهم أن عبّروا أو عُبّر لهم.

أن المؤلم جداً أن يتحوّل هذا التعبير إلى سلوكٍ سلبيّ تبدأ أول خطواته في مدارس وزارة التربية و يتحوّل إلى ظاهرة سلبية في المجتمع.

لا زلتُ أرى أن التربية والتعليم يحاول كل منهما الوقوف أمام الآخر كالذي يحدث في طابور المدارس الصباحي في فناءٍ يشكو من واقعٍ مُحبَط لسياساتٍ تعليمية وتربوية متضاربة لا تزالُ تائهة في مواضيع الدمج وحقوق المعلّم وتطوير المناهج والبهرجة الإعلامية لواقع مغاير، نخشى أن تُنقل عدواها من مادة التعبير إلى مادة الوطنية التي لا نساوم أن يُعبِّر لنا الآخرون عنها وحتى لا يفشل في قبولها بعض من جيل الشباب الذي لم يجد مكاناُ لتفريغ طاقاته سوى أرصفة الشوارع و جدران المرافق.

هذا ما أردت أن أعبّر لكم عنه أن أصبتُ فمن الله وأن أخطأتُ فمن نفسي ومن الشيطان ومن مادة التعبير.
 12  4  98371

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90864
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98371
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89038
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91356

جديد الفيديو