قياس .. ضغط المجتمع
«قياس».. ضغط المجتمع ردا على ما أشيع عن إخفاء النسبة الحقيقية لنتائج اختبارات قياس للمعلمين أخيرا، أكد المشرف على العلاقات العامة في مركز القياس إبراهيم الرشيد أن ما صرح به المركز صحيح، ونسبة النجاح العامة بلغت 58 في المائة تراوحت بين 30 في المائة إلى 70 المائة حسب التخصصات، قبل التصريح كنت أود إدراج وتفنيد تعليقات وردت على مقالات سابقة دافعت عن فكرة القياس وكأننا نناهضها، والواقع يقول: إن أسلوب إدارة اختبارات القياس هو المستفز وما يتمخض عن الاختبار من تفاصيل ليست منطقية ولم يتلطف بالرد أحد المسؤولين في «المركز الوطني للقياس» والتواضع لكتاب الصحف ولمستوى الخريجين الذين نكتب عنهم كأنه ليس لحرفنا أهمية ولا لعذابهم معنى، نتحدث هنا عن حيرة آلاف الخريجين المتوافدين لإجراء الاختبار كلما نودي لإعادتها ومفارقة كون من نجح (غالبا) لم يحصل على الوظيفة.! تصريح الرشيد احتوى معلومة مهمة مفادها أن هناك «صعوبة في إعادة الاختبار للمخفقين مباشرة بعد ظهور النتيجة لأنه يتطلب من المركز إعداد حزمة كاملة من الاختبارات الجديدة».! وفي خبر سبقه نشر بتاريخ 4 - أبريل ورد التالي: «ودعى المركز جميع من لم يوفقوا في اجتياز الاختبار إلى الاستعداد واستكمال القصور لديهم تمهيدا للاختبار القادم»!!، نريد فهما وتصريحا منطوقا أو مكتوبا يكون وافيا ويوضح لماذا يعاد الاختبار لمن رسبوا وهل إعادة الاختبار تعني أنهم في الاختبار الأول غير صالحين وليسوا مؤهلين لحمل أمانة وشرف مهنة التعليم، والاختبار الثاني هو ما سيصنع منهم معلمين مقبولين ؟ وهل عليهم العودة لدفع 200 ريال ودخول الاختبار حتى يستعدوا للاستدانة من الأقارب والأهل ؟، وكيف يعاد الاختبار لهم ثم يقال في النهاية لنصفهم تقريبا «اقضبوا أوسع الأبواب رسبتم» ؟، عودوا في الاختبار التالي.. ثم يطلب منا نحن المراقبين لهذا المشهد أن نثق في نتائج اختبارات القياس.! لماذا لا يواجه الخريجون (من رسب منهم) بحقيقة أنهم ضحايا التعليم ولن يكونوا في يوم من الأيام معلمين يمارسون ما درسوه حتى لو كان لديهم شهادات تؤكد أنهم معلمو المستقبل!!، ليس من المنطق أن يقال لمهندس يحمل شهادة هندسة ـ مثلا ـ ربما نضع في يدك أرواح الناس لتبني لهم ما يسكنون فيه لكن علينا قياس قدراتك أولا!!، ولا حدثت في الطب ولا أصعب التخصصات، إذا كان ليس لدينا ثقة في أنظمة ومناهج التعليم وقدرتها على تخريج معلمين من تخصصات استقطبوا إليها على أنهم عبروا قياس ما بعد الثانوية وبالتالي يستطيعون الحصول على شهادة جامعية لا أن يتم تعليقهم بحيث يعملون اليوم بشهادة الثانوية والألوف منهم لسان حالهم يقول: «ليس للشهادات الجامعية معنى وغير مأسوف على أعوام قضوها يحلمون بالمستقبل والوظيفة»، نريد شفافية ووضوح واعتراف بتراجع مخرجات التعليم واحترام لمشاعر الخريجين ولعقولنا التي تنتظر تواضعكم في مركز القياس.. وأن ينظر لضغط المجتمع المرتفع من أسلوب إدارة الاختبارات وضبابية الفكرة بعين الاعتبار. أسماء المحمد | ||