أين الشرق ؟
د. هلال محمد العسكر
اللي يسأل عنك يذكرك، واللي ما يسأل ناسيك، ونادي الشرق لا يمكن أن أنساه مهما تمادى في نسياني، لأني جزء منه وهو جزء مني، ومع إني من سكان العاصمة، إلا إني كلما زرت الدلم ومريته وجدت أبوابه مغلقة، فأعود أكفكف الدمع حزنا متسائلا:
أين نادي الشرق الذي كان له في يوم من الأيام نشاطات ثقافية واجتماعية ورياضية مميزة تملأ فضاءات الدلم بروادها وعشاقها، وخاصة في عهد المذكور بالخير دائما- الأستاذ والمربي/ سعد بن عبدالرحمن الدريهم وزملائه من المؤسسين الأوائل؟
أين نادي الشرق الذي كان إلى عهد غير بعيد متسيد كثير من الألعاب في المنطقة، وكانت كل الأندية في المملكة تحسب له ألف حساب، وخاصة في لعبة كرة الطائرة التي تألق فيها وتميز؟
أين نادي الشرق الذي كان البيت لشباب الدلم، حيث المنافسات الرياضية والمحاضرات الثقافية، والبرامج الاجتماعية المسلية التي يجد الجميع فيها الترفيه وتمضية وقت الفراغ فيما هو مفيد؟
أين الشرق الذي كان دائما بشبابه في مقدمة الصفوف في خدمة المجتمع وتمثيله في إحياء مناسبات الأعياد والمناسبات الوطنية والمعارض الفنية والمسابقات الثقافية وغيرها من الفعاليات ؟
أين الشرق الذي كان مكانا يحتضن أفضل فرقة للفنون الشعبية في المنطقة، تشهد على حضورها وتميزها وانضباطها وذوق أفرادها مهرجانات الجنادرية؟
أين الشرق الذي كان مكانا يحتضن الموهوبين والمبدعين من شعراء وكتاب وصحفيين ومدربين ولاعبن وفنانين وإداريين وهواة من كلا الجنسين، والذي كان في أي وقت ترتاده تجد الناس فيه كخلية النحل ؟
أين نادي الشرق الذي كان له في المجتمع \"حنة ورنة\" وبين الأندية له\" صولات وجولات\" وسمعته في كل مكان طيبة وجاذبة ومشرفة واسمه يرفع الرأس أينما ذكر؟
أين نادي الشرق الذي كان يجمع أبناء الدلم شرقا ووسطا وغربا، وأبناء نعجان، وأبناء السلمية، وأبناء الضبيعة ، وأبناء الهياثم على هدف واحد، وقلب رجل واحد ؟
أين الشرق الذي كان يحاضر فيه المفتي والعلماء والأساتذة ورؤساء الأندية والمسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟
أين نادي الشرق الذي أحبنا وأحببناه، وأعطانا وأعطيناه؟ أين نادي الشرق الذي تعاهدنا على رعايته والمحافظة على كيانه وانجازاته؟ أين شباب الدلم المخلصون؟ أين الشرقاويون المخلصون من إداريين ومدربين ولاعبين ومشجعين وأعضاء شرف؟
أسئلة كثيرة، نأمل أن نسمع من رئيس النادي أو من يتحدث عنه، شيئا عن أحوال النادي ليطمئننا ويريح بالنا ويهدئ من قلقنا على هذا النادي العريق الذي يستحق من الجميع العمل على إعادته إلى سابق مجده وتألقه، خاصة وقد بدأ مشروع منشآته التي طال انتظارها والتي ستعزز بلا شك دوره وستمكنه من تحقيق أهدافه المنشودة بإذن الله، وما ذلك على الشرقاويين بغريب.
د. هلال محمد العسكر