كيف الصحة
كيف الصحة ؟ اليوم الصحة في صراع حول أزمة الثقة بينها وبين المواطن، والعاملون في الصحة هم أصلا مواطنون وليسوا من كوكب آخر، وهناك أمور قد تغيب عن العامة من الناس حول التحديات والمعوقات وهناك خدمات صحية غير الصحة جالسة تتفرج لأنها لا تخدم إلا فئة بينما تلك الفئة تفتح ملفات في تلك الخدمات المخصصة لها وأيضا ملفات في المستشفيات الأخرى وهناك أزمة في استقطاب القوى البشرية المؤهلة على مستوى العالم ونقص حاد في القوى الأخرى، وهناك مستشفيات لديها إمكانات بشرية ولكن انشغلوا في (البزنس) على حساب المرضى والطلاب، وما يصرف على الرعاية الصحية في المملكة من إجمالي الناتج المحلي مقارنة بالدول الأخرى لا يشكل سوى (%3.3) بينما اليابان وأستراليا وبريطانيا (%8.1) وكندا (%11) وألمانيا ( (%10.6أما أمريكا فهي (%15.3) مما أثر في تقديم خدمة أفضل في ظل تزايد أعباء الرعاية الصحية، إذا ماذا نتوقع بعد هذه الحقائق من الصحة؟ اليوم أصبح لدى المملكة خطتان استراتيجيتان، الأولى هي استراتيجية الرعاية الصحية لمجلس الخدمات الصحية والأخرى خطة الرعاية المتكاملة والشاملة التي قدمتها وزارة الصحة وكلتاهما تتكاملان وفي طور الإعداد وفي الماضي لم يكن لدى المملكة خطط استراتيجية صحية للجميع، وكانت جهات معنية ولها علاقة مباشرة وغير مباشرة بذلك لا تقدم إلا ما تراه هي لأنه ليس لديها خطة واضحة وشاملة ومتكاملة لجميع مزودي الخدمات الصحية في المملكة ولا رؤية واضحة عملية وواقعية وكل واحد يخطط ويشتغل على كيفه. هناك حلول يجب أن ندعمها لأنها ستركز على الخدمة وتحسينها وتقلل من الإحباط وعدم التفاؤل كبرنامج الرعاية الصحية المنزلية الذي يحتاج لمزيد من التسويق لفوائده الكثيرة في تقليل العبء على الناس وكبار السن وعدم (هجولتهم) من مستشفى إلى آخر والرفق بهم - ففي أستراليا اسم الوزارة وزارة الصحة والمسنين - والحد من الزيارات إلى المستشفيات وتقليل عمليات التشغيل وأن يعالج الناس في بيئة بعيدة عن العدوى وفي أحضان أهاليهم وإشراك البيت في الرعاية الصحية ليكون بيئة صحية والتقليل من سفر الناس والبحث عن مواعيد وواسطات وأيضا توفير الأجهزة والأدوية والمعونات في بيوتهم وإذا استمر هذا البرنامج بالنمو كما عليه الآن من تزايد في تقديم الخدمة فسيكون أملا وتقدماً للرعاية الصحية في المملكة إلى جانب البرامج الأخرى كجراحة اليوم الواحد وإدارة الأسرة والتركيز ثم التركيز على رفع مستوى مراكز الرعاية الصحية الأولية ودعمها لأنها قريبة من سكن الناس ويمكن التعامل والتفاعل معها بسهولة وهي الخط الأول لوقايتهم من الحاجة إلى المستشفيات وما أدراك ما المستشفيات. وأخيرا كيف الصحة وعسى أن تكون بخير. د. عبد الله الحريري | ||