المحسوبية......داء العصر
المحسوبية هي داء العصر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .
من خلالها خسرنا الكفاءات المميزة ويا ليت الأسباب مقنعة لهذه الخسارة بل تعود إلى صاحب الأمر والنهي في أي دائرة حكومية أو أهلية كبرت أو صغرت وهو صاحب الرأي الأول في الاستفادة من هذه الكفاءات التي لا تقدر بثمن .
ومن عوامل وأسباب خسارة هذه الكفاءات هو تضييق الخناق عليها وعدم إتاحة الفرصة أمامها للانطلاق نحو تولي المناصب القيادية وأبسط الأشياء حرمان تلك الكفاءات من الدورات أو حتى تحسين وضعه المادي من خلال التكليف بخارج دوام أو الانتداب بل نجد بأن الذي يحصل على هذه المميزات أناس مهمتهم الأساسية التطبيل والتصفيق لصاحب القرار وعدم معارضته في الآراء وتجد رأيه حتى ولو كان خطأ في الاجتماع لا تعارضه وذلك من أجل كسب رضاه لأنه المتحكم في ترقيته أو توليه أي منصب أكبر من منصبه .
ولا تصدقون حكاية اللجان المخصصة في كل وزارة أو دائرة حكومية من أجل النظر في تعيين بعض الكفاءات في مراكز قيادية أو حتى ترقيتها للعمل في نفس الدائرة لأن الرأي الأول سيكون مبني على توصية سعادة المدير أو الرئيس .
ودققوا على هجرة بعض الكفاءات من بعض الجهات إلى أخرى وذلك من أجل الأمان الوظيفي الذي لم يجده في دائرته السابقة .
متى نتعلم بأن اختلاف الرأي لصالح العمل لا نجعله مصيدة نتحكم فيها بالآخرين نقرب المداح على حساب الذي يخالف الآراء ولا يتفق معنا ؟!
إلى متى لا نقدر الكفاءات صاحبة الخبرة ونعيد لها شيئاً من قيمتها بدلاً من تهميشها والعمل على إبعادها حتى لا ينكشف خطأ من أبعدهم .
إن الوطن الكبير بأمس الحاجة إلى الجميع لأن الكرسي الذي نجلس عليه لن نمكث عليه طويلاً لأن تلك سنة الحياة .
أرجو أن لا يفهم ما طرحت بأنه موجه إلى أحد بل أردت الطرح لمعالجة أمراً خاطئ في تحطيم كفاءات الوطن التي صرف عليها الشيء الكثير وهو الآن بأمس الحاجة إليها للاستفادة من خبرتها وطرحها لتطوير العمل المناط ونبعد الشخصنة في اختيار القيادات في بعض المناصب مهما كانت تلك الجهة الحكومية وحتى لا يكون الزمن شاهداً علينا في خسارة الوطن لكفاءات قادرة على المشاركة والعطاء في بناءه وأن لا نجعل التاريخ يذكر سوء العمل الذي من خلاله رشحنا أناساً لا يفقهون في أبجدية العمل وساهموا في تراجعه .
إنني لا أهدف إلا للإصلاح وأعرض الموضوع لا أفرضه والله من وراء القصد .
فهد القحطاني