المظهر خلاف المخبر
كم يخدع الإنسان من الكلام المعسول مع الذي يعمل معه ويظن بأنه يقول الحقيقة وهو خلاف ذلك حيث يجمع فلاسفة الإدارة وعلماء النفس بأن نجاح الفرد وخاصة الذين يتبوؤن مراكز قيادية حكومية أو أهلية يعتمد بالدرجة الأولى على شخصية هذا القيادي حسن الأداء وتعامله مع الآخرين ودرجة الوضوح والرؤيا لديه !!
فكم من مسئول يخدعك بكلامه المعسول وهو ألد الخصام حتى على نفسه .
لا يحب إلا نفسه ولا يأخذ بالآراء التي تخالفه حتى لو كانت في صالح العمل وأنا هنا لا أقصد شخصاً بعينه ولكن ضحكت كثيراً وأنا أراجع أحدى الدوائر الحكومية وأجد أمامي صندوق الاقتراحات الذي وقفت أمامه طويلاً وتعجبت لأننا نظلم هذا الصندوق الذي مفتاحه مع سعادة المدير أو الرئيس وهو الوحيد الذي يطلع ويقرأ ما يقدم من اقتراحات وتجده يرتجف عندما يجد من ينتقده أو يقترح عليه تغيير نمط إدارته ، وهو في حقيقة الأمر لا يثق حتى في قدراته ويعرف بأن الحظ هو الذي قاده كما يتضح ! بأن مخبره خلاف مظهره الأمر الذي يجعلنا نطالب بكشف حساب هؤلاء الأنانيون ! الذين لا يحبون إلا أنفسهم وتجدهم في طليعة المرشحين لخارج الدوام و الدورات و البعثات أو الاجتماعات ! ولا يتيح الفرصة لزملائه بل يحارب الناجحين ويعمل على التخلص منهم سواء بالترقية في مكان ما أو الضغط عليهم بالانتقال إلى جهة أخرى .
عزيزي المدير أو الرئيس أرجو قراءة الموضوع ومعرفة حقيقة نفسك وهل ينطبق عليك ما ذكر بعاليه ؟
فإذا كان الجواب سلبياً فاحمد المولى على ذلك ، وإن كان بالإيجاب فاعلم بأن الجميع يعرف حقيقة أمرك ولا تنطلي عليهم ضحكاتك الصفراء لأن غداً لناظره قريب .
فهد القحطاني