فن النقد والتوجيه
فن النقد والتوجيه
لا يختلف اثنان على أن النقد والتوجيه محوران مهمان في حياة الإنسان كيف لا وبهما نستطيع أن نعرف الكثير من عيوب النفوس البشرية ونتجاوز العديد من مشاكل الحياة اليومية فالإنسان في خضم هذه الحياة تواجهه عدة أمور يجب التعامل معها بصورة سليمة وحكيمة حتى لا تنعكس على حياته بشكل سلبي وغير صحي كما تقول القاعدة ( إذا كانت المدخلات خاطئة لا يمكن أن المخرجات صحيحة ) ولا شك ولا ريب بأن رسالة النقد والتوجيه في الحياة رسالة جليلة وعظيمة إذا كانت مبنية على أساس الإصلاح والتوجيه وبدون أدنى شك فالنقد الهادف والبناء يعتبر من اقوى الوسائل الإيجابية في عملية التربية والتعليم ومن أبرز معوقات النقد من خلال وجهة نظري الشخصية المتواضعة أمرين: هما البيئة الفاسدة والناس الحاقدة ولا يمكن أن يتقدم المجتمع ويتطور وفيه هذين الصنفين فالمجتمع المتقدم يقدر النقد القائم على لغة الحوار الراقي الذي ينفع الإنسان ويخدم الأوطان والإنسان ليس معصوما من الخطأ والزلل ولا يوجد شخص على وجه الأرض لا يقع في الخطا والزلل لذا عندما يضل الإنسان الطريق يحتاج إلى توجيه وإرشاد بطريقه سليمة تحفظ له كرامته ولا تمس مشاعره والإنسان الذي يكره والتوجيه ولا يحب مواجهته إنسان غير حضاري ينقصه الشيء الكثير حتى يطور نفسه والإنسان المتحضر: هو من يجعل النقد جزء من حياته كيف لا وبالنقد الهادف والبناء نستطيع أن نعرف عيوب الإنسان ونعالج عيوب الزمان
والإنسان المتحضر : لا يهرب من النقد ولا يحمل في قلبه الحقد وما أجمل ما قاله :
لا يحمل الحقد من تعلو به ولا ينال العلا من طبعه الغضب
والإنسان المتحضر: يقول وجهة نظره مع سلامة صدره
والإنسان المتحضر : يعرف أن النقد والتوجيه ظاهره صحية في العلاقات الإنسانية
والإنسان المتحضر : هو من ( يوقد شمعة ويمسح دمعة )
والإنسان المتحضر : يعلم بأن الحوار ثقافة وليس لقافه
والإنسان المتحضر : يختلف مع الآخرين في الرأي ولكن لا يخسرهم
والإنسان المتحضر : يعلم بأن الحوار ينهي الخلافات ويحل المشكلات
والإنسان المتحضر : يعلم بأن الاهتمام المظهر يؤدي إلى إهمال الجوهر
والإنسان المتحضر : يجمع بين نقاء السيرة وطهارة السريرة
والإنسان المتحضر: عندما ينقد الآخرين ينقدهم من باب النصيحة وليس من أجل الفضيحة
والإنسان المتحضر : عندما ينقد الآخرين ينقدهم عل أخطاءهم وليس في أشخاصهم
والإنسان المتحضر: عندما ينقد الآخرين ينقدهم من باب التحذير وليس من التخدير
والإنسان المتحضر : عندما ينقد الآخرين ينقدهم من أجل التغيير وليس من التغرير
والإنسان المتحضر : يقف مع الحق لتوجيه الخلق
والإنسان المتحضر : يقف مع الإنصاف في وجه الإجحاف
والإنسان المتحضر : يهتم بالانتماء أكثر من الولاء
والإنسان المتحضر: يملك الحماس في خدمة جميع الناس
والإنسان المتحضر : هو من ينشر الفضيلة ويقمع الرذيلة
يقول أحد العلماء ( عندما تريد أن تنتقد الآخرين فأن أمامك أمرين إما أن تكون تنتقد الشخص نفسه أو أنك تنتقد كلامه وفكرته بغض النظر عن قائلها ) وهذا هو عين الصواب وعلى الإنسان العاقل قبل أن ينتقد الآخرين أن ينتقد نفسه أولا فكيف تحاسب الآخرين قبل أن تحاسب نفسك؟ وقديما قالوا ( إذا كنت تمارس النقد يجب عليك أن تقبله ) وما أجمل النقد: عندما يكون هدفه الإصلاح وغايته النجاح
وما أجمل النقد: عندما يكون أساسه الصدق وشعاره خدمة الخلق
وما أجمل النقد: عندما يكون له قيمة وفي نفوس الناس له شيمة
وما أجمل النقد : عندما تكون النيات فيه سليمة والكلمات فيه جميلة
وما أجمل النقد: عندما يسوده الاحترام ويقوده النظام
وما أجمل النقد: عندما ينطق الإنسان بكلمة حق يتجلى فيها الصدق
وما أجمل النقد: عندما يكون شمس مشرقة لا نار محرقة
وما أجمل النقد: عندما يكون على النفس لطيف ولا يكون عليها عنيف
وما أجمل النقد: عندما يكون مبني على الصراحة وبعيدا عن الوقاحة
وما أجمل النقد: عندما يكون ساحة للعواطف وليس ساحة للعواصف
وما أجمل النقد: عندما تظهر فيه الحقائق بالأدلة والوثائق
وما أجمل النقد: عندما يكشف الخلل ويعالج الزلل
وما أجمل النقد: عندما تكون الصراحة عنوانه والنصيحة برهانه
وما أجمل النقد: الصريح الخالي من التجريح
وما أجمل النقد: عندما يؤمن الإنسان بثقافة الاختلاف مع كل الأطياف
وما أجمل النقد: عندما يجمع بين التغيير والتأثير
وما أجمل النقد: عندما يكون بصورة ساخرة ولكنها غير جارحة
وما أجمل النقد: عندما يكون في حينه وما أقبحه في كل حين
ومن الأساليب الخاطئة في النقد: التركيز على السلبيات وتجاهل ذكر الإيجابيات
ومن الأساليب الخاطئة في النقد: الاستعجال في نقد الرجال
ومن الأساليب الخاطئة في النقد: التحول الكبير في حال الاختلاف من لغة الاحترام إلى نغمة الانتقام
ما فائدة النقد إذا كان الواقع أعمى
ما فائدة النقد إذا الواقع أصم
ما فائدة النقد إذا الواقع أبكم
وما فائدة النقد إذا كان بلا نتيجة؟!
محماس بن عايض بن رسل
.Mar0449@hotmail.com