لقد سمعت
سمعت , شاهدت , قرأت , أيها التي نجدها الغالبة على واقعنا ؟ وتمثل شريحة واسعة في المجتمع في هذا العصر الذي يعج بمختلف الوسائل الإعلامية , ان الملاحظ هو سيطرة كلمة سمعت بشكل عام تبرز في الكثير من اللقاءات والمناسبات والاجتماعات العائلية التي تقل فيها أحيانا كلمة قرأت او اطلعت , يتعذر البعض فيه بمشاغل الحياة التي لا تنتهي , فنجد أنفسنا أحيانا أمام ثقافة قائمة على النقل من شخص الى اخر تنزل بصحابها الى درجة الحكايات الطفو ليه الخيالية المبالغ في طرحها وتهويل أحداثها , وهنا تبرز ثقافة المتحدث الذي ينجرف الى السرد العشوائي وبكلمات عاميه مبتذله تعطى صورة واضحة عن صاحبها , فإذا كان الذي يسمع على علم وإطلاع فانه يساير محدثه وفقا لأفكاره وطرحه , اما اذا كان على شاكلته فان الحكاية ممكن ان تتحول الى مبارزة كلامية تهبط بأسلوبها الى مسميات غريبة وأهداف عجيبة وفي النهاية تصبح حكاية مضحكة تنم عن جهل قيلت لتسرية الوقت الذي قد يجد ايضا من يقتله بطرح فيه إطناب وإسهاب ممل يورد العبارات والجمل الصعبة الفهم لكي يثبت للمستمعين مدى قدرته وتمكنه فيصيبه الغرور لكونه سرد معلومات لم يأتي بها أحد غيره والتي تكون احيانا بعيده عن التفسير الصحيح او المفهوم الحقيقي فمن الممكن ان تورد معلومات منقولة لكنها تبقى كمصطلح المتحدث بها لايعرف مضمونها فقط يوردها لكي يعطي انطباع في انه على مقدرة في الحديث فينتفش كطاووس بريشه الملون ليكون عنوان للمجلس ينقل عنه في كل قول , وعند تصنيف أي الفئة التي تكثر من المناقشة والحديث الفارغ اوالغير مجدي في الطرح نجد ان هذا يسرى على قطاع واسع في المجتمع بدون تحديد ويبقى فقط الارتقاء في المناقشة والتي يبرز فيها احيانا مثل (خير الكلام ما قل ودل ) عندما يشعر المتحدث انه غير قادر على طرق أبواب المناقشة الجادة والنافعة .
يقول أبو العتاهية:
أشد الناس للعلم ادعاء أقلهم بما هو فيه علما
ويقول الأصمعي:
إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له، فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق، وإن أنكره فهو عاقل.
ويقول بعض الحكماء:
يعرف الأحمق بست خصال: الغضب من غير شيء، والإعطاء في غير حق، والكلام من
غير منفعة، والثقة بكل أحد، وإفشاء السر، وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه، ويتكلم ما
يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس.
عبد الله سليمان الطليان