يا يمه
الأم ظل بالرحمة ممدود وكف بعطاء ليس له حدود .. إنها القلب القريب .. فيا لله كم قابلت الصدود بالبذل .. وكم ردت على العقوق بالصلة والعف والدعاء
قال تعالى \"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه
طبعاً حديث وأية نسمعها منذ الصغر ... بل ونحفظها ونرددها دائما في المساجد والمدارس .. ولكن ومع الأسف كيف حالنا مع أمهاتنا وكيف تعاملنا معهم .. وهل فكرت في مرة من المرات عندما تكلم أمك أو إذا طبت منك أمرا في هذه الأية أو الحديث ... ربما طلبت منك طلب صعب عليك ولا تريد نفسك الأمارة بالسوء أن تفعله .. ولكن تتذكر الأية والحديث في نفسك وتقول سأفعل هذا الشيء كي ترضا عني فيرضا الله سبحانه وتعالى عني
كيف حالنا نحن عندما تطلب منا أمهاتنا طلب ... جميع أنواع الإعتذارات تأتي ... أنا مشغول في عملي , مشغول في واجباتي ومذاكرتي ... أو أنا الأن مع أصدقائي , أو عندي موعد مع فلان ...... وتطول قائمة الإعتذارات
أما عندما يطلب أي أمر حتى وإن كان تافها من أحد الأصدقاء تأتي النخوة والفزعة لهذا الصديق بسبب أسباب تافهة لتبيض الوجه وعدم الفشيلة أما الزملاء .....الخ
نحن هنا لا نطالب بكره الأصدقاء وعدم تنفيذ طلباتهم أو مساعدتهم .. ولكن نسأل أنفسنا .. لماذا لا يكون تعاملك مع والديك أفضل بمراحل من تعاملك مع أصدقائك
وصنف أخر يقدم زوجته، ويقدم عمله الدنيوي، ويقدم تجارته، ويقدم لهوه وراحته على أمه ... أمه التي قال تعالى عنها ) وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) ... الأحقاف :15
فالمدة ليست يوماً ولا يومين، بل تسعة أشهر، لا تستطيع فيها تنام مثل الناس، ولا تأكل مثل الناس، ثم بعدها عامين -يا عبد الله- تقوم في الليل ست أو سبع مرات لأجلك، تبكي إذا بكيت، وتسهر إذا تعبت، وأنت تلبس، ولا ترتاح وأنت ترتاح، ثم بعد هذا نسيت حقهما ! أي فجور بعد هذا الفجور؟!
لا تستطيع أن تتحمل خطأ أو زلة من والدتك .. فتنفخ وتغضب وقد ترفع صوتك أو تصرخ لأنها نسيت طلب من طلباتك أو أن الغداء لم يعجبك
وهي كانت تقاسي وتعاني من أجلك .. فأي عقوق هذا
الأن على الجميع أن يسأل نفسه عدة أسألة ... ويجيب عليها فوراً في صدره :::
كم مرة قبلت رأسك والديك ؟؟؟ الجميع سيقول اليوم أو بالأمس ولكن ليس التقبيل لمجرد التقبيل كعادة بل من أجل طلب رضاها ورضاء الله سبحانه وبنية صادقة
متى أخر مرة خرجت مع زملائك ؟؟؟
طيب متى أخر مرة خرجت مع والدتك ؟؟؟ نعم والدتك .. خرجتم مثلاً للغداء أو العشاء سويا لم لا هل في ذلك عيب أو ذهبت معها إلى أي مكان تحبه سوق قريبه لها الخ
السؤال الأخير هل والدتك راضية عنك ؟؟؟اسئل نفسك أولاً ثم أذهب وأسالها الأن نعم أسألها بالتأكيد سيكون الجواب بنعم حتى وإن كنت أكبر العاقين على الأرض
لتعلم أخي أن البر قول وعمل ... وليس فقط قول ... قال تعالى ) وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا ( إذا فالنحسن أخلاقنا وتعاملنا مع والدينا من هذه اللحظة
قال صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه .. قيل من يا رسول الله ؟؟) قال :من أدرك والداه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم (يدخل الجنة(
إذا فماذا تنتظر يا أخي ... إلى متى وأنت عاق أمك؟؟؟ ولتعلم أنه ( إذا فات الفوت ما ينفع الصوت ) أدام الله أعمار والدينا على طاعة الله وهم راضيين عنا
اللهم ارحمها واغفر لها كما ربتني صغيرا
اخوكم / فواز بن مفرح العتيبي
لابداء الرأي اتركلي رساله نصيه
0545756015
فواز العتيبي