الزمن يُعيد نفسه ... وانتهت الانتخابات
تبدأ الحكاية من جديد , يبدأ موّال الانتخابات ... ثم ينتهي ...
ولا نرى شيئاً ( أسمعُ جعجعة ولا أرى طحناً )
فالأكثرية هي التي تفرض نفسها بالأخير ولا أقول أكثرية المميزات أو أكثرية العلم والدراية والشهادة والحنكة ..
بل أكثرية عرقية , ولستُ أُشكّك على الإطلاق في نزاهة المُرشحين ومدى حرصهم على بناء البلد .. ولكن ما الذي حدث
خلال السنوات الست الماضية !
اللاشئ !
فلا نزال نرى :
الحفريات في ازدياد في كل شارع , في كل زاوية .
أخشى أن تُصبح الخرج مع مرور الوقت مجرد قبو كبير أو لنقُل خندق من شدّة وعُمق بعض الحفريات وربما تكون لك
حرزاً لو لا قدّر الله رأيت هجوماً صاروخياً من مكانٍ ما !
تأتي الشركة وتحفر جزء من الشارع ثم تهب لنجدة شارع آخر وكأنها في سباقٍ محموم لنيل أكبر قدر ممكن من الحفريات
لستُ أدري هل الشركة مُصابة بفقدان ذاكرة مؤقت حتى تنسى أي الشوارع بدأت بها !
شركة الكهرباء تأتي ويستبشر الأهالي خيراً ... أخيراً في شارعي وأمام بيتي عمود إنارة وتحفر أمام الباب مُباشرة
وتصنع الهيكل الإسمنتي ثم تختفي ...
ويظل الهيكل .... وتظل الحفرة ... حاملة معها الغبار والأتربة بعد أن كان الشارع مسفلتاً نظيفاً !
ثم تهب لشارع آخر .... كأني بها طائر يُطعم صغاره ( تصبيرة عن الجوع )
أمام منزلنا حفريات .... طريقي لعملي حفريات .... طريقي للسوق حفريات ... لبيت جاري الذي بجانبي حفريات وبين الحفريات حفريات !
مللنا ... سئمنا ... تعبنا ....
كل يوم تقع عيني على نفس العبارة ( عذراً للإزعاج أمامك حفريات )
غداً سوف ينتهي كل شئ وإن غداً لناظره لقريب ..... ولم ينته ذلك الغد منذ سنوات , مشروع تحلية المياه حبر على ورق لم نر الماء ولا نزال نحفظ أرقام جوالات أصحاب \" وايتات المياه \" ولا نزال ندفع للمياه منذ أكثر من سبع وعشرين عاماً ... وإذا جاء العيد أو شحت المياه رفع العامل البنغالي سعر الوايت لمبلغ خيالي لأنه يعرف أنك ستدفع وأنت مرغم!
عمال البلدية يحومون ويدورون بأمانة فقط في الشوارع المعروفة ونحن شوارعنا من الدرجة العاشرة لأننا في حيٍ غير راقٍ \" بيني وبينكم شغل محسوبيات يعني ! \"
يرشون المبيدات الحشرية في وقت انتشار الذباب والبعوض عند الأماكن المعروفة كل سنة .... والله ثم والله
أنني في طريقي لعملي أرى مُستنقع من المياه الراكدة من بيت أحد المواطنين يسير إلى الشارع العام ولا \" عندك أحد \"
مواطن يملك أموالاً طائلة ولم يُكلّف نفسه بدفع رسوم الصرف الصحي ليُريح جيرانه من العفن الذي ملأ أنوفنا وأزكمنا وأثار حساسية أطفالنا , ولم تُحرّك البلدية ساكن , أعتقد في هذه الحالة يجب أن يُعاقب ويُجبر .... ولكن كيف !
شوارعنا تئن تحت وطأة الإهمال ... شارع كبير طويل خلف مركز صحي الفيصلية كل يوم فيه تفحيط من الشباب المُراهقين والمُشكلة وقت خروج طلاب المدارس لأن المُفحطين طلاب !
يا اخواني في وضح النهار ...... ولكم أن تتخيلوا الوضع !
حديقة التقنية والتي افتتحها سمو المحافظ الأمير عبدالرحمن حفظه الله لا يعلم أنها كل ليلة من الساعة العاشرة ليلاً وحتى ساعات الفجر الأولى تفحيط .. عفواً ليس تفحيطاً فقط بل يتعدى الأمر لــ تفجير ...
ليس تفجيراً إرهابياً لا ... بل يدور السائق في سيارته حتى ينفجر الإطار .... الإطار بمبلغ وقدره ... هدر للمال ... هدر للصحة
إزعاج للمارة .. إزعاج للسكان القريبين من المنطقة ..
خوف ... هلع ... رعب ... تبدأ تسلية ثم يتحول الأمر إلى كارثة دموية .....
تُريدون شوارعنا ذكية ؟!
كيف ؟
هل تعرفون ما معنى شوارع ذكية ؟
معناها أنك عزيزي رب الأسرة سوف تستمتع بمشوارك وقد يتطور الأمر بك إلى الاشتباك مع سائقي الأجرة لنيل شرف المشوار وإحضار الطلبات للأهل !
فالشوارع المُزدحمة ستكون ذكية لدرجة أنها ستفتح لك شارعاً فرعياً لتخفيف الازدحام وستكون إشارات المرور نبيهة وشديدة المُلاحظة لأي مكان مُزدحم فتخضرّ وتصفرّ وتحمرّ لأجلك أنت .... حتى تُرضيك ....
معناها وجود شبكة إنترنت عالية تخدم كل شارع لأنها تعتمد على التقنية الدقيقة \" إليكترونية يعني \"
شوارع ذكية معناها وداعاً للتحويلات .. وداعاً للمطبّات ... وداعاً لعكس خط السير ... وداعاً لقطع الإشارة ....
هل يُمكن لكم أن تتخيلوا معنا كيف ستكون شوارع الخرج ذكية !
ولا يزال الشباب يعكسون اتجاه السير في شارع طويل هام مُزدحم تتخلله شوارع فرعية فيها مدارس ومنازل !
ولا يزال الشباب يقطعون الإشارات !
ولا يزال الشباب يوقفون سياراتهم على \" الثيّل \" المنطقة العشبية ويجلسون هم على الرصيف للعب البلوت أو السمر مع الأصحاب !
ولا يزال مبدأ \" ليس الأفضلية لمن بداخل الدوار \" بل للأسرع والأقوى والأشد غضباً وربما لمن يحمل في درج سيارته سلاحاً ... أبيضاً .... أسوداً .... أحمراً
الكلام يطول والموضوع ذو شجون ....
نُريدُ شفافية ... نُريدُ نزاهة ... نُريدُ أمانة ....
(( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) )) سورة الأحزاب
فوزية فواز
الجمعة 2 / 11 / 1432هـ