داء غير خاضع لدواء
ملتزمون بأخذ جرعات الدواء أولا بأول, ينامون مبكرا حتى يأخذ كل عضو حقه في الاسترخاء والراحة، بكل نشاط يستيقظون،يبدؤون بأداء واجباتهم الدينية ومن ثم يوزع الأطباء أوقاتهم عليهم، فتجدهم يتنقلون في جلساتهم مابين طبيب و أخصائي نفسي وثالث اجتماعي.
هكذا، يقوم كل طبيب بدوره على أكمل وجه، لا يبخل المشرفون عليهم بإسداء النصائح والدعم النفسي لهم على الدوام،ونظرا لشغف المريض النفسي التماثل للشفاء بعد إذن الله، تجده يثابر على تناول العلاج وحضور الجلسات المفروضة عليه أولا بأول حتى ينعم الله عليه بالصحة النفسية، عندها فقط يخرج معظمهم ليبدأ حياة جديدة و يفكر بطريقة مختلفة..هذه فقط عينة من حياة أولئك المرضى الذين يسكنون المستشفيات، لكن ما بالك بمن تكتنز شخصياتهم بالكثير من نواحي القصور وخصال سلبية يسكنون الأرض بأكملها ويوظفون ما يعانون منه من أمراض ونواقص معنوية في التعرض على الأسوياء والسعي لتحطيم استقرارهم وهدم الكثير من ايجابياتهم والاعتداء عليهم باللفظ والهمز واللمز والنميمة والتجاوز على خصوصياتهم،ا ذ تجد هم يؤكدون كمال شخصهم وينكرون خطأهم على غيرهم بكل ما أوتوا من قوة، بل أنهم لا يتأخرون في إسقاط جل عيوبهم وصبها على غيرهم ويدعون في نفس الوقت أنهم بصدد معالجة غيرهم وترميم زلاته.
قبل الأخير:كثيرون هم الذين نتعايش معهم وتقف حواسنا شاهد عيان على فداحة عيوبهم وتجاوزاتهم على الغير ..هم بحاجة إلى علاج سلوكي ..قليلون منهم فقط من اخضعوا ذواتهم لأطباء متخصصين..في حين لا يزال الملايين منهم خارج أسوار المستشفى.
كلمة أخيرة:كثيرة هي الضغوط علينا.نزهق أرواحنا بالعمل ..نشغل تفكيرنا حتى الملل، كل مرحلة في حياتنا لها حلوها ومرها، كل شيء نفتقر إليه يشعرنا بالنقص،فلم نكذب على أنفسنا وندعي الكمال،لم ندعي الأمان ونحن نرتعش من الخوف؟لماذا لا نعترف بمجمل قصورنا؟لماذا لا نسعى إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه في أنفسنا قبل أن تطغى نقاط الضعف داخلنا على قوتنا ويصعب ترميمها....ترى لو تعامل كل شخص فينا بمودة ورحمة وصدق مع الآخر وطبق مجمل التعاليم الإسلامية ..هل سيكون هناك معتل نفسي واحد داخل أو خارج أسوار المستشفى؟
نورا الحناكي