الخرج ومعاناتها مع خدمات النقل
اكتسبت مدينة الخرج الكثير من الأهمية والاستراتيجية خلال السنوات الأخيرة، حيث تعد واحدة من أسرع المدن السعودية نمواً خلال العشرين عاماً الماضية بما شهدته من قفزات متعددة وتطور ملحوظ ونموكبير في مختلف القطاعات الحكومية المدنية منها والعسكرية، وكذلك ما شهدته من ارتفاع ملحوظ في معدلات النمو السكاني والاقتصادي التي تجاوزت كل المؤشرات والتوقعات، وأمام مجموعة كبيرة من المعطيات شرعت وزارة الشؤون البلدية والقروية مؤخراً في تنفيذ المخطط الإستراتيجي الشامل لمدينة الخرج الذي يهدف إلى إعداد مخطط هيكلي وسياسات حديثة تحكم نمو المدينة للسنوات الخمس والعشرين المقبلة، وسيشتمل المخطط الاستراتيجي على مختلف النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية إضافة إلى العمرانية والتخطيطية، وتعتمد الرؤى المستقبلية للمدينة على تحقيق الرغبات الإنسانية الحميدة والعيش الكريم في بيئة تعطي الأولوية لمتطلبات السكان الإنسانية والاجتماعية، وجعلها واحة معاصرة تنسجم تنميتها مع بيئتها وتحافظ على مواردها الطبيعية، إضافة الى كونها مدينة إستراتيجية لها شخصيتها المتميزة المتكاملة مع الحياة الاجتماعية والثقافية.
إن المتتبع للخرج يلمس سباقها المحموم مع الزمن، وأمام هذا التطور المستمر للمدينة بشكل خاص والمحافظة بمدنها وقراها بشكل عام بات من الضروري إعادة النظر في خدمات وزارة النقل التي سجلت غيابا غير مسبوق عن الخرج في شتى خدماتها، فبعد ان كنا ننتظر تطوير خدمات المؤسسة العامة الخطوط الحديدية جاءت الوزارة لتقرر إغلاق خدمات نقل الركاب عبر محطة الخرج قبل عقدين من الزمن ودون سابق إنذار أو اعتذار بحجة اختصار مسافة الطريق بين الرياض والمنطقة الشرقية دون مراعاة لمصالح المواطنين، حيث كانت هذه المحطة تخدم مدن الخرج وقراها ما يزيد عن ثلاثين عاماً ولم تفلح كل المحاولات والنداءات والاستغاثات لثني الوزارة عن تنفيذ هذا القرار شبه الجائر.. فبعد هذا التطور الكبير الذي شهدته الخرج كان ينتظر من وزارة النقل ان تعيد النظر في غيابها غير المبرر على الأقل في الوقت الراهن إلا أن الوزارة ظلت تتجاهل كل المطالبات المتكررة والملحة سواء عبر الصحف أو القنوات الرسمية، فقد طالب أهالي الخرج وتساءلوا كثيراً ولا يزال التساؤل قائما، وسيظل عن السر في إحجام وزارة النقل عن افتتاح إدارة للطرق والنقل في الخرج برغم من انتشار فروعها في مختلف المناطق وفي مدن ومحافظات هي أقل شأناً وأهمية من الخرج.
وهناك تساؤلات متوصلة عن سبب التباطؤ في تنفيذ مشروع طريق حرض شرق الخرج المؤدي لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي ساهم في حصد الكثير من أرواح المواطنين وأشقائنا من مواطني دول مجلس التعاون وهو أمر يضع أكثر من علامة إستفهام، وأيضاً عن سبب تأخر تنفيذ مشروع الطريق الدائري في الخرج المنتظر منذ عدة سنوات الذي لا يزال حبيس الأدراج رغم المطالبات المتكررة والملحة بسرعة تنفيذ المشروع لأهميته الإستراتيجية التي تفرضها الظروف التي تعيشها محاور الطرق وما تشهده بشكل يومي من اختناقات مرورية ولاسيما المنطقة المركزية لوسط المدينة في ظل الزيادة والنمو السكاني المطرد.
عثمان القحطاني