مديرة المدرسة والمعلمة الجديدة
تنقسم مديرات المدارس تجاه المعلمة الجديدة إلى قسمين الأولى : أن المعلمة الجديدة قد تمت تهيئتها بصـورة كاملة من قبل الكليات أو الجامعات التي درست فيها، ومن المفترض استعدادها بالدخول إلى ميدان التربية والتعليم مباشرة ، وهي معلمة كسائر المعلمات . أما الثانية : فهي ترى أن المعلمة الجديدة بالرغم مما اكتـسبته من أنواع العلوم والمعارف إلا أن الناحية العملية مهمة في شخصية المعلمة الجديدة سواء المبتدئة في التعليم في عامها الأول ، وهذا هو الأهم أو بدرجة أقل المعلمة المنقولة من مرحلة أقل إلى مرحلة أعلى أو بدرجة متساوية المعلمة المؤهلة علمياً وغير مؤهلة تربوياَ ، ومن الأهمية بمكان أن العام الأول عام تجربة وترقب ؛ لأن المعلمة الجديدة تختبر قدراتها وإمكانياتها وتظهر لها الصورة واضحة عن نفسها سلباً أو إيجاباً ، ولهذا فإن من مسؤوليات الإدارة المدرسية وخصوصاً المديرة القيام بعدة خطوات مهمة تساهم في تفاعل المعلمة في الميدان الحقيقي ، سواء مع إدارتها أو طالباتها أو المنهج الذي تقوم بتدريسه ومن هذه الخطوات ما يلي :
* إشعار المعلمة نفسياً بأنها مرغوب في شخصها ، وأن المدرسة بحاجة إليها .
* التحدث إلى المعلمة الجديدة والترحيب بها ، وتقديمها إلى أعضاء هيئة التدريس أثناء الاجتماع .
* إعطائها نبذة مختصرة حول الأنظمة والتعليمات مثل : بداية الدوام ونهايته والتوجيهات والقرارات المهمة أي تكون التعليمات حسب المواقف التي تواجهها المعلمة الجديدة في بداية العام .
* اتخاذ الأسلوب المناسب في مساعدة المعلمة الجديدة في التكيف داخل المجتمع المدرسي كتشجيعها مثلاً على الاتصال بمعلمة في تدريس نفس مادتها ذات خبرة وصفات شخصية طيبة تؤهلها للقيام بهذا العمل من دون تقصير أو تخـويف ولأنها تساهم في خلق العلاقات الإنسانية المتميزة التي أثبتت الدراسات والبحوث نجاحها المستمر بين العاملات في الميدان التربوي .
* مساعدة المعلمة الجديدة في التكيف مع المجتمع خارج المدرسة في إرشادها مثلا إلى نبذة عن المدينة والعادات والتقاليد الموجودة فيها والخدمات المتوفرة فيها كمواقع السكن ووسائل نقل المعلمات والمكتبات ومستلزمات المعلمة .
* توجيه المعلمة إلى إكمال أوراقها الإدارية واطلاعها على بعض الأوراق ومنها ورقة تقويم الأداء الوظيفي لأن هذا حقاً من حقوقها الوظيفية والتي تساعدها على رسم الطريق الصـحيح .
* أهمية الوقوف مع المعلمة في التجربة الأولى لدخولها الفصل وإعطائها نبذه عن هذا اللقاء الذي يعكس صورة المعلمة في عقول الطالبات وذلك من حيث حسن المظهر الخارجي وأسلوبها في الحديث وطريقتها التي سوف تنفذها في التدريس ، وكيفية معاملة الطالبات وهذه جميعاً تنطبع عنها صورة واضحة في عقول الطالبات من اللقاء الأول التي قد يصعب تغييرها في عقولهن سلباً أو إيجاباً ولهذا فإن العاملات في الميدان التربوي ينصحن المعلمات الجديدات بالوعي التام والكامل في اللقاء الأول .
وأخيراً من المهم جداً أن تأخذ المعلمة الجديدة تعليماتها مباشرة من الإدارة المدرسية حتى لا تتخبط المعلمة في جمع المعلومات من أي طرف آخر مما يكون له انطباع غير محمود ، والحقيقة أن المعلمات الجديدات هن صنَّاع الأجيال لغدٍ واعدٍ ـ بإذن الله ـ إذا تعاون الجميع معهن وساعدهن على الاستمتاع بعملهن وأدائه على أكمل وجه .
أ/ عبد العزيز سعد العرفج
ماجستير الإدارة والتخطيط التربوي