وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أمابعد
فإن من علامة سعادة العبد في الدنيا والآخرة أن يؤثر مراد الله تعالى - ، ويسعى لطاعته ورضاه فإذا آثر العبد الآخرة على الدنيا ، وكان من أهل الآخرة يطلبها طلباً حثيثاً ويبذل فيها نفائس أنفاسه وزهرة حياته كل يوم يزيده قُرباً ، وكلما ازداد قُرباً ازداد حُباً ، وكلما ازداد حُباً ازداد زُهدا ً، يومه خير من أمسه ، وغدُهُ أفضل من يومه ، فهو دائم الفكر في الآخرة مشغول بما يقربه ويؤدبه ويهذبه فإذا رآه الله - عز وجل - مؤثراً لمراده محباً لما يحبه ويرضاه مبغضاً لما يبغضه ويأباه عطف عليه ربه ورباه أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد ، فيصرف عنه السوء والفحشاء ، كما قال تعالى في حق يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ)) ، وييسر الله - عز وجل - له أسباب الهداية كما قال تعالى: ((وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى)) وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)) ، فإذا أقبل العبد بقلبه على الله - عز وجل - أقبلت عليه وفود الخيرات من كل جانب ، وإذا أعرض عن مولاه واتبع هواه ، أقبلت عليه سحائب البلاء والشر من كل جانب . والعبد في طريقه إلى مولاه يحتاج دائماً إلى التذكير بالآخرة، ومعرفة شرف الطاعات وفضائلها، وقبح المعاصي ومثالبها، قال تعالى: ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)) .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ناصر بن سعيد السيف
abuklad@hotmail.com