اثر تغليب المصلحة الذاتية
يبرز التذمر والضيق أحيانا لدى أي فرد منا عندما لا يتم تحقيق طلبه أو رغبته أو أنجاز معاملته من قبل دائرة حكومية أو أهليه أو قطاع خاص فتجده يكيل كافة أنواع التهم من تقصير وإهمال وعدم انضباط وسوء إدارة أو معاملة .. يحدث به في كل مكان ويشهر به , ونحن نقر بان هذا يحدث ويحصل في الكثير من ما ذكرنا سابقا هذا في حالة لم تنجز مصالحة أم في حالة تحقيق رغباته و تصريف أموره حسب ما يتمنى فأنه يبادر إلى لجم الألسن التي تتحدث عن تلك الجهة أو الدائرة بل ويرسم لها صورة من المثالية تفوق الواقع وإذا دققت في الأمر لوجدت انه غارق حتى أذانيه في بحر ( شد لي واقطع لك ) تبرر تحت عنوان مصالح متبادلة والواقع يفرض نفسه وهذا يتم أحيانا على مستوى أفراد وليس بشكل عام , فكيف يكون إثره على واقع العمل ؟ بطبيعة الحال الذي لا يختلف عليه احد في انه مثل هذا يمثل خطاء فادحا على العمل فيحد من إنتاجيته وتطوره بحيث لا يرتقي للمستوى المطلوب .
فما هو السبب الذي يؤدي إلى حصول ذلك ؟ توجد أسباب عدة من أبرزها تغليب المصلحة الذاتية التي جرفت الكثير منا على نحو خطير دفعتنا إلى تحقيق المصالح بأي شكل من الأشكال بغض النظر عن النتائج بل صارت تشد إلى استغلال النظام عند البعض الذي يعرف ثغراته جيدا لبلوغ أهدافه ومطامعه على حساب العمل ومصلحة الجميع وهذه الذاتية لا يقتصر انتشارها على محيط العمل فقط أنها منتشرة على صعيد واقعنا الذي نعيشه بشكل مخيف وكارثي يتجسد في ما نسمع ونشاهد ونقرا عن تلك الأوكار الموبؤة التي تصنع وتنتج وتروج لكل ما يهدد صحتنا ويغتالنا بشكل بطيء تجد إن هناك ضعاف نفوس عديمي الإحساس بالمسئولية يقومون على تلك الأوكار يتجسد فيهم ذاتية غير وأعيه كبلها الطمع والجشع .
فمتى يمكن التخلص من تلك الذاتية المدمرة التي تستشري في واقعنا بشكل رهيب والتي في ازديادها وتفاقمها فأن ذلك يؤدي إلى إعاقة تطور البلد وتقدمه بشكل سليم .
عبد الله سليمان الطليان
abdllh_800@hotmail.com