جيتك يالجسر ساري... العيد بمنظور آخر
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن يسيل حبر قلمي على صفحات متصفحي هذا أحببت أن
أنقل لكم خالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر
السعيد وأتمنى أن يجعلنا الله ممن تقبل صيامهم وقيامهم وصالح
أعمالهم وممن جعلهم من عتقائه من النار وأسكنهم دار الجنان
وأمدهم بالخير والغفران يا كريم يا منان
أحبتي الكرام كلها أيام بل ساعات قليلة ويعلن شهر رمضان رحيله
بعد أن عشنا معه أياما مليئة بالطاعات والعبادات وبإذن الله فيها الكثير
من الأجور والحسنات وفيها بإذنه تعالى المغفرة من كل السيئات
وسيطل عيد الفطر زائرا علينا من جديد فكيف سيكون استقبالنا له؟
أتعلمون أحبتي أن البعض سيكون استقباله للعيد بالعمل على مسح
جميع الحسنات التي حصل عليها في شهر رمضان المبارك
فأول ما يسمع أن يوم غد هو العيد تجده ينطلق مهرولا إلى سيارته
وإذ به يرمي شريط القرآن أو الأناشيد الذي في مسجل سيارته
في درج السيارة حتى يأتي رمضان القادم ويخرج بدلا عنه شريط
محمد عبده أو خالد عبدالرحمن أو نانسي وأليسا
\"ومع السلامة يا حسنات\"
والبعض الآخر يستغل هذه الأيام بالعودة لأوقات مضت فمن مكالمة
هاتفية في ليلة العيد إلى ترقيم في مساء العيد إلى السير برفقة
حبيبة عرفها عن طريق البلاك بيري أو المسنجر أو عن طريق هاتفه
إلى التسكع في الأسواق والمهرجانات
\"ومع السلامة يا حسنات\"
والبعض الآخر ينطلق منذ ليلة إعلان العيد ويتجه مسرعا لكي يصل
إلى الجسر قبل أن يسبقه أحد عليه وقبل أن تصل زحمة الجسر إلى الدمام
وفي رأسه مليون شغلة وشغلة ردها عنها رمضان وما إن يتعدى الجسر
فتجده متجها إلى ذلك الشارع المعروف لدى بعض شباب المملكة
ويعيش جوه كما يعتقد فمن شراب إلى رقص إلى أمور أكرم مسامعكم
عن ذكرها إلى غرف وشقق وتطير للآلاف من الريالات
\"ومع السلامة يا حسنات\"
والبعض الآخر يبكي ويتحسر على رمضان ويبدأ يوم العيد لكي يعاهد الله
ثم يعاهد نفسه على البقاء في طاعة الله والابتعاد عن نواهيه ويبتعد عن
كل ما يغري النفس ويمنيها
أحبتي الكرام استغرب من بعض الذين أشغلتهم المعاصي عن
أن يترجم فرحة العيد بما يستحقه العيد منا , هل يعتقدون أن الله
رب رمضان وأن باقي الشهور لا رب لها , والله إنك لتحزن من
حال أبنائنا الذين يهدمون ما بنوه في أيام رمضان ويسعون في
تضييع حسناتهم وكأن لديهم من الحسنات ما الله به عليم
أخي الشاب لست بواعظ ديني وإنما أنا إنسان أخطئ كما تخطئ
وأحببت أن تستفيد من رمضان في الابتعاد عما وقعت فيه قبله
وأن تجعل رمضان محطة تؤهلك للعودة إلى الله من جديد وتبعد عنك
كل ذنب وترشدك إلى الطريق الصحيح
**قبل الختام**
لا تنسونا من دعواتكم ولا تنسوا إخوانكم المستضعفين في ليبيا
وفي سوريا وفي كل مكان من دعواتكم وتقبل الله منا ومنكم الصيام
والقيام والصالح من الأعمال
**خالديات**
كل عام وأنتم بخير
تحيتي للجميع
المحرر في صحيفة الخرج أون لاين
خالد عكاش