المجتمع المدني يحمي الضعفاء!
خلف الحربي
نشطت «عكاظ» في الأشهر الأخيرة في تقديم قصص مصورة لحالات تعذيب وسوء معاملة تعرض لها مرضى نفسيون في مصحات أو نزلاء في دور رعاية أو حتى أطفال بين أسرهم، مثل هذا الاستقواء المتوحش يمكن أن يكون موجودا في كل مكان، وهو بقدر ما يبدو مؤلما ومحزنا حين يظهر إلى العلن فإنه أفضل حالا من حقيقته المخيفة حين يكون في الخفاء.
أثناء مشكلة دار رعاية الفتيات في مكة تلقيت رسالة من متطوعة تتمنى لو أتيحت الفرصة للمجموعات التطوعية بالمشاركة في العمل مع هذه المؤسسات الاجتماعية، وأكدت أن المتطوعين بإمكانهم تقديم الدعم النفسي للنزلاء وهم في أحيان كثيرة يكونون قادرين على توفير الدعم المادي لبعض المشاريع أو النشاطات، وفي ذلك استغلال جيد لنشاط الشباب وتعامل إيجابي مع وقتهم المهدور.
خلال كارثة سيول جدة قدمت المجموعات التطوعية صورة رائعة لروح المسؤولية التي يحملها شبابنا من الجنسين تجاه مجتمعهم وأهلهم وناسهم، بل إن كل ما يقال عن سلبية الشباب السعودي أصبح قولا لا معنى له بعد ما قدمته المجموعات التطوعية في جدة أداء تفوق في كثير من الأحيان على أداء بعض الأجهزة الحكومية، وكانت هذه صور المتطوعين بداية البشارة بأن مبادئ المجتمع المدني بدأت تترسخ اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وقبل فترة قصيرة نجحت الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الإيدز في تجاوز حبال الروتين الطويلة عبر اتفاقها مع بنك التسليف حيث نجحت هذه الجمعية في توفير قروض لبعض المرضى الذين تتولى رعايتهم، ولا يخفى على أحد أن هؤلاء المرضى كانوا سيحتاجون إلى سنوات طويلة قبل أن ينجحوا في الحصول على قرض من بنك التسليف، ولكن وجود مؤسسة مجتمع مدني خاصة بهم ساهم في تخفيف معاناتهم.
لذلك يكون دعم المجموعات التطوعية والمساهمة في إنشاء المؤسسات الخاصة بها أمر مفيد جدا للمجتمع وللقطاعات الحكومية كما أن فيه توجيه صحيح لجهود الشباب يستطيعون من خلاله خدمة وطنهم ومجتمعهم، ونداؤنا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة وبقية الوزارات المعنية هو تشجيع عمل المجموعات التطوعية، وإتاحة الفرصة لها لخدمة من يتلقون الرعاية، خصوصا وأن وجودهم يخفف من شعور العزلة لدى نزلاء المصحات ودور الرعاية والمعنفين أسريا.