وصفك لنفسك...امتداد لذاتك
\"الوردة تظل ذات رائحة طيبة حتى لو كانت تحت اسم آخر\"شكسبير,الكلمة الصغيرة يكون لها تأثير الدراما\"جورج سانتانيا,أما قدوتنا في هذا الكون رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام فيقول\"الكلمة الطيبة صدقة\",نمثل بطبيعتنا البشرية شخصية واحدة بصفات متعددة,نحمل داخل أجسادنا قلبا واحدا بنبضات هائلة,إن شخصياتنا بمثابة حاوية تضم كثيرا من الخصال,العديد من الايجابيات والسلبيات وكثيرا من التعقيدات,في العمل ,في الحديقة..وفي كل مكان,نتعرف على كثيرين,تقوى علاقاتنا بغيرنا من خلال احتكاكنا أكثر ببعضنا,نثني كثيرا على كل من نكون راضين عنه بينما ننتقد أكثر كل من لا يعجبنا شأنه,نطلق على غيرنا إحدى الصفات السلبية ونعممها على شخصيته,وبذلك نكون ارتكبنا اكبر جرم في حقه,فعندما نصفه بأنه سيء,فان دلك يعني أن شخصيته قد تفوقت في تجميع مساوئ الخصال في ذاته,وبذلك نكون قد أهملنا جميع الصفات الحميدة داخله واقتصرنا على إعلان السيئة منها فقط وكأنه شيطان يتجسد بشخصية إنسان ,أما ردة فعلك في حال كان المقصود شخصك، فستكون وفقا لطبيعة شخصيتك إما أن تصدق كل ما اتهمت به وتنسبه إليك ومن ثم تبدأ بإدانة نفسك والتحقير من شأنك بسببها ولوم ذاتك بكل ما أسند إلى شخصك في كل دقيقة ولحظة حتى تثبط همتك وتفقد ثقتك بنفسك,ومن ثم تضعف إرادتك ..عندها ستكون نهايتك,أما ردة فعلك الثانية وهي وضع كل ما نسب أمام عينيك ثم تبدأ بالتأكيد من مصداقيته ومدى مطابقته لطبيعتك,عندها ستكون قد اجتزت الخطوة الايجابية بكل براعة,أما الخطوة التي تليها فهي تتلخص في محاولة التخلص من هذه الخصلة البذيئة في شخصك وذاك باستخدامك لأسلحة القوة وهي:الإيمان والصبر والتدريب النفسي والمستمر لنبذها,ولكن لن تستطيع القيام بكل ما سبق,إلا بعد أن تثبت لنفسك بأنه ادا كنت شخصا سيئا في سلوك ما,فهذا لا يعمم السوء على طبعك,بل يؤكد أن هناك كثيرا مما تتميز به من الصفات الايجابية والسلوكيات الصحية التي يجب أن تفتخر بها وتعتز بوجودها,من ناحية أخرى,تجد كثيرا من الناس من يكرر دائما على مسامعه كثيرا من مساوئه التي يصف بها نفسه,وبذلك يكون قد وصل إلى باب مغلق لا يمكنه تجاوزه سوى بمفاتيح طريقة تفكيره وتحسين وصفه لذاته,وفي حالة أخرى تجد بعضهم يصف نفسه بكامل الصفات ويوحي إلى ذاته أجمل السلوكيات وينسب إلى شخصه أروع الكلمات، حيث تجده لا يتمتع إلا ببعضا منها ولكن بسبب حبه لنفسه وثقته بنفسه ومعرفته مفاتيح نجاحه، تلاحظ أنه يوحي إلى مخيلته بأنه شخص وفي وصديق كفؤ و موظف مجتهد وبواسطة تلك السلسلة الايجابية من الوصف الذاتي، تجده بارعا في أدائه متميزا في عمله، متقنا لجميع مسؤولياته ومتجددا دائما، كل ذلك بفضل إيحائه لذاته بالنجاح وقد قيل سابقا(كما نعتقد نكون)، لقد ذكر وليام كناوس أن اللقب الذي ينسب إليك أنت وغيرك لا يعبر تماما عن الشيء ذاته، فالضفدعة لا تعرف أنها ضفدعة ونستطيع أن نلقبها بأي اسم آخر وتظل هي لا تعرف، وقال: إننا نستخدم الأسماء كوسيلة اتصال، فأولئك الذين يعتقدون أنهم رائعون أو خاسرون فهم في الحقيقة ينقلون رسالة جيدة عن أنفسهم ما يدفعهم إلى الانجاز الفعلي والنجاح.
نورا الحناكي