نفوس عزيزة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
ماكنت أتصور أن أعيش في زمان غلبت فيه المصالح الشخصية لدى الكثير من الناس وماكنت أتصور أن يلبس النفاق والتزلف والكذب لباس الشهامة والمعروف ، إن اسدال المعروف للناس شيء جميل وحث عليه الاسلام قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاءمرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا ً عظيما ) سورة النساء، حتى رأيته رأي العين ، وإني أرى كثير من الناس من يحسب أنه بتكثير معارفه في كل مكان أن ذلك من الحذاقة والذكاء لأنه بذلك يسير مصالحه الشخصية وإن تجاوز بذلك الأنظمة ولو على حساب الآخرين وظلمهم ، وكم رأيت بنفسي من يتجاوز الانظمة ويتعدى على حقوق الناس في بعض المؤسسات الحكومية لأنه يعرف فلانا ً فيأتي أمام الناس دون خشية من الله تعالى ودون الحياء من الناس ويتعدى على حقوقهم لأنه يعرف ( فلاناً ) الذي خلصه من الانتظار مع الناس !!!
وكم رأيت كبير في السن ينتظر دوره ويقبع في صالات الانتظار ولربما تأخر حتى يدخل على الطبيب أو تأخر في انتظار معاملة معينة وهو لايعلم من تجاوزه من المتسلقين ولكن لن يضيع شيئا ً فإن الله تعالى يعلمهم ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانو يعملون ) سورة الحجر ، إن صاحب النفس العزيزة لايرضي بظلم الآخرين فنفسه المؤمنة لاتقبل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) حديث صحيح ، صاحب النفس العزيزة كريم الخصال بعكس صاحب النفس الذليلة الذي يذل نفسه عند فلان وفلان دون حاجة فيستجيب له ليقال( فلان وليدة ينفع ربعه ) أما الآخر والذي يأبى الذلة لدى الناس ويعيش عزيز النفس ولا يقبل بالتزلف يقال له منطوي على نفسه لا يعرف أحدا ًوالعزيز الآخر الذي يخشى الله تعالى ولا يريد ظلم الناس والتعدي على حقوقهم يقال له لا خير فيه ليس له نفعة لأصحابة وأقرانه ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) سورة النور .
: قال أبو العتاهية
وإذا تَناسَبتِ الرجالُ فما أرَى .. نَسبًا يُقاسُ بِصالحِ الأعمالِ
وإذا بَحثتُ عن التقيِّ وَجدتُه .. رجُلا يُصدِّقُ قولَه بِفعالِ
وإذا اتَّقى اللهَ امرؤٌ وأطاعَه .. فيَداه بين مكارمٍ ومَعالِ
وعلى التقيِّ إذا ترسَّخ في التُّقَى .. تاجانِ: تاجُ سكينةٍ وجلالِ
نسأل الله تعالى أن يهدينا سبل الرشاد وأن يغفر لنا زلاتنا واسرافنا في أمرنا .
والحمد لله رب العالمين .
فواز بن لوفان الظفيري