لا تستغرب
عزيزي القراء مقال غريب في عنوانه وحقيقة في محتواه لنسري في قافلة الحروف لتكون لنا الكلمات
وتبني لنا الجمل لتجعل لنا صرح في مبتغاة
نبدأ بهذا الموقف لصحابه الإجلاء رضي الله عنهم
عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكان قبل بلوغه أحد، بدأ بتفقد الجيش فوجد مع الجيش جمعاً من الصغار دون الخامسة عشرة، وجد منهم عمر رضي الله عنه و زيد بن ثابت و أسامة بن زيد و النعمان بن بشير وغيرهم، فردهم النبي صلى الله عليه وسلم، هل خرجوا ليلعبوا في الملاهي كأطفالنا اليوم، بل كشبابنا الكبار اليوم؟! هل خرجوا ليأخذوا الحلوى أو ليأخذوا المسابقات؟! لا، بل خرجوا ليقاتلوا فردهم النبي صلى الله عليه وسلم، شباب كان في ذلك السن يتوق إلى الجهاد، كان معداً إعداداً إيمانياً، كانت تربيته تربية معلقة بالسماء، معلقة بالله عز وجل، معلقة بالآخرة وثوابها، معلقة بنصر الدين وإعزازه، لا تلتفت إلى صغائر الأمور وسفسافها. تلك هي الصورة لأولئك الصغار، فأين صغارنا اليوم ومن يكون في الخامسة عشرة؟! إنه في الصف الثالث المتوسط، ماذا نطلب منه؟ إننا لا نأمنه أن يذهب إلى المتجر فيشتري شيئاً؛ لأنه لا يستطيع أن يسير خطوات وحده، دون أن يكون معه أحد من أهله من شدة خوفه
لانكون بعيدا أيام وجود المباريات والمسابقات الرياضية في وقت الصلاة وبالأخص إذا كانت مهمة مثل أن يلاقي منتخبنا منتخب أخر
أين أبنائنا عن الصلاة ؟
هل تكدس النفاق في بيوت المسلمين ؟
أين التربية؟
أين الإباء عن الأبناء ؟
وأتكلم لك من الواقع أنا مؤذن منذ سنتان تقريبا
في وقت المنافسات الرياضية الله لانجد سوى كبار السن الذي يبحث عن حسن الخاتمة وقليل من الشباب
أين البقية
إنها الحقيقة لا تستغرب !!!
وأخيرا لا تستغرب إلى انقطاع المطر وغلاء الأسعار وإلى حمى الضنك ولعله آخراً أنفلونزا الخنازير ونفوق الإبل.
المصيبة الأعظم إذا لم نتدارك الأمر ونعيد جميع حساباتنا ونتوب إلى الله بالتراجع عن كل ما يغضبه وبرد المظالم إلى أهلها أن ما يأتي بعد كل هذه المؤشرات أعظم وأطم.
نسأل الله العفو والعافية واللطف بعباده إنه خير قادر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم الفقير الى الله
فواز مفرح العتيبي
fawaz1414--@hotmail.com