الإحتمالات الإجتماعية
كنت جالسا في غرفة المعيشة أحتسي الكركديه و أقراء الصحيفة بهدوء و سكينة ، و بينما أنا كذلك إذ سمعت صرخة مدوية في الردهة الخارجية فذهبت لأستطلع الأمر و إذا بزوجتي الغالية قد قدمت من الخارج و معها أوراق تحملها فأخذتها منها و قلت لها : أتمنى أن يكون يومك سعيد يا زوجتي الغالية .. ردت علي زوجتي وهي تخلع عباءتها : وين الغداء بس ؟ .. قلت له بابتسامة خبيثة لم أتمكن من إخفائها : هل اشتقتِ لي ؟ .. قالت لي وهي تصعد الدرج : من زينك أنت ووجهك .. حط الغداء بس ولا يكثر قلت لها : حسناً !! قالت لي وهي تصعد إلى الأعلى : لا تنسى بكرة تتفضى لي أبيك توديني للتأمينات الاجتماعية..
زوجتي وحبيبتي وقرة عيني قدر الله عليها وسمعت كلام معالي وزير العمل وتوظفت في القطاع الخاص وبعد عناء تأخر الرواتب والدوام لفترتين وزحمة المواصلات والحسومات قررت قرار جريء جداً أعانها الله عليه بعد الاستخارة ثم الاستخارة ثم الاستخارة وبعد ذلك الاستشارة قررت قرار غير مؤسف عليه وهو لا وظائف بعد اليوم .. وألحقت القرار بمرسوم دامي ينص على الرجوع للمطبخ بنفسً راضيةً مطمئنه..
وفي ذلك الصباح الباكر ذهبت أنا والمذكورة سلفاً إلى التأمينات الاجتماعية لكي تأخذ ملهمتي حقوقها ومستحقاتها جراء العمل في الشركة الخاصة لأربعة أعوام .. ونحن في الطريق مررنا بمشاريع وأبراج سكنية وتجارية كُتب على اللوحة الخارجية لها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية , مما أثار حفيظة زوجتي للكلام وقالت وهي مختالة: شفت شلون القطاع الخاص أحسن من العام يا راعي العام هذا هم يأخذون فلوسنا ويشغلونها لنا ما هو مثلكم يشيلونها لكم ولا يعطونكم زود . قلت لها: أزادنا الله وإياكِ من الإيمان وطاعة الرحمن أقول لا يكثر ترانا وصلنا.
وبعد هذا النقاش الحضاري بيني وبين ملهمتي وجدت موقفاً لسيارتي بعد أن أعياني الدوار لتفتيش عن موقفاً شاغراً لسيارتي .. نزلت ملهمتي إلى المبنى الكبير الجميل ودخلت في المكان المخصص للنساء وبعد ساعة زمن رجعت تحمل شيكاً والأسى يحمل محياها .. وقلت لها: ما خطبك ؟ وما لذي جرى؟ قالت لي: تكسب أنت ! أعطوني بس خمسة آلاف وباقي لي عندهم كثرها . قلت لها: وكيف ذلك؟ ردت علي قائلة: عاد هذا اللي صار .. حسبوا لي سنتين بس !!
قلت لهم: والسنتين الثانية؟ قالوا لي

قالوا: (احتمال ما يطلع لك حق أحسن لك تأخذين الخمسة آلاف ترى يمكن ما تأخذين شيء أبد) قلت لهم: وش دخل الخمسة؟ قالوا ( احتمال إذا مضت على مطالبتك سنتين ما يطلع لك شيء) وقلت في نفسي: العوض ولا القطيعة وأخذت الخمسة آلاف .
بعد أن انتهت ملهمتي من الكلام حرفت مسار السيارة واتجهت قاصداً من أمام المشاريع والأبراج السكنية والتجارية المكتوب على لوحتها الخارجية المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وقالت لي زوجتي: وين رايح؟ قلت لها :( احتمال أننا سنذهب إلى البيت).
تحية طيبة
تركي الحربي