الخامسة ولا زال ليلنا طوووووويل!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
ربيت منذ صغري على حب الوطن وعشقه رددت نشيده كل صباح
عشقت كلماته وعشقت تراب وطني واستظليت بسمائه وشربت من
مائه حتى ارتويت كبرت وكبرت حقوقي التي اعتبرتها أحلام
صعبة المنال ولا يستطيع أحد على تحقيقها وكم تمنيت أن أخدم وطني
بكل ما أستطيع من قدرة وقوة فحفظت أناشيدنا الوطنية عن ظهر قلب
فواصلي وفوق هام السحب وحفظت تلك الأغنية التي لا زلت أرددها
فقلت منذ صغري ورددت وأنا مبتسما:
روحي و ما مـلـكـــــت يداي فـــداه ...وطني الحبيب و هل أحب سواه
وطني الذي قد عشت تحت سمائه... و هو الذي قد عشت فوق رباه
حفظت تلك الكلمات عن ظهر قلبي شربتها حتى ارتويت منها عشت
في أرض وطني منتظرا ليوم أعلن فيه أنني قد اختارني وطني لأقوم
بخدمته بكل ما أملك من طاقة صبرت اللحظات والثواني والدقائق
والأيام والأسابيع والشهور والسنوات ولكن!!!
مر بعد تخرجي أربع سنوات وأنا انتظر وانتظر وانتظر
وطااااااااااااااااااال الانتظاااااااااااااااااار
وقد كان الانتظار طويلا حتى أن الشيب بدأ يداعب شعري والصلع
بدأ يغزو رأسي ولم ينفعني ذلك الانتظار في أي شيء سوى الهم والتعب
وبعد أن طال الانتظار اقترب يوم موعود اعتقدت أنني سيكون لي
حضورا في ذلك اليوم ,كما أعتقد غيري أنهم لهم من الحضور نصيب,
ولكن كعادة الأربع سنوات السابقة لم يكن لنا سوى البكاء والتعب والهم
والندم على سنوات مضت من حياتنا من دون أن نستفيد منها شيئا
وها أنا أدخل السنة الخامسة من الانتظار الطويل ولكن في هذه المرة
أصبح الأمر عندي مرا والسبب في ذلك أن هناك أمر ملكي صادر
وصارم بخصوص توظيفنا ولكن يبدو أن وزارة الخدمة المدنية ووزارة
التربية والتعليم غير راغبة في تطبيق ذلك الأمر وتوظيفنا ولا ندري
ما هو السبب ؟؟؟
تم مراجعة تلك الوزارتين ولكن من دون أن نجد حلا لأمرنا وعذر
تلك الوزارتين أن الأمر الملكي لم يأتهم حتى الآن مع العلم أن الأمر
الملكي تم إعلانه منذ أشهر وصرح وزير التربية بسعادته بهذا
الأمر الملكي الذي سيوفر العديد من الوظائف للخريجين ولكن
موظفي وزارته الأكارم ينفون وجود الأمر الملكي لديهم وأنه لم
يأتهم هذا الأمر حتى الآن كما ينفي موظفوا الخدمة المدنية وصول
الأمر الملكي لهم ويلقون باللوم والعتب على وزارة التربية لأنها هي
السبب حسب وجهة نظرهم في تأخير ذلك الأمر
لتعلم وزارة التربية ووزارة الخدمة المدنية أنني رفضت وظيفة
تعليمية في دولة الكويت قبل أربع سنوات من أجل أن أخدم بلدي ووطني
وليعلموا أنني ضيعت عمري في المدارس الأهلية ولم أقدم على الماجستير
ولو قدمت عليه لأنهيته وأنهيت الدكتوراه ولكني كنت انتظر وليعلموا
أيضا أنني ضحيت بمستقبلي الوظيفي ورفضت وظيفة في الهيئة الملكية
في الجبيل وينبع في هذه السنة بعد أن تأملت منهم أن يطبقوا الأمر الملكي
ولكن لا طلت لا بلح الشام ولا عنب اليمن ,وجدت نفسي أركض خلف
سراب اسمه وظيفة رسمية في وطني الكريم
أستغرب وأعجب إلى متى والأوامر الملكية يتم إهمالها وبطريقة عجيبة
غريبة , هل ينتظرون أن ينتحر العديد من أبنائنا وإخواننا الخريجين
أم أنهم يترقبون أن يجنوا ويفقدوا عقولهم أم أنهم ينتظرون أن يهاجروا
إلى خارج المملكة للبحث عن فرصة عمل , صدقوني لا أدري وغيري
كثير لا يدرون سوى اثنان, إنهما وزارتي الخدمة والتربية
آه يا قلبي وآه يا عمري وآه يا كل لحظة من لحظات حياتي قضيتها
في انتظاري الطويل من أجل تلك الوظيفة ولكني أكتب هذه
الكلمات وأنا أردد وطني الحبيب ودمعاتي فوق خدي بعد أن
أمضيت سنين عمري في الانتظار بعد أن كانت ابتسامتي ترسم
على وجهي وأنا أردد تلك الكلمات فهل ستعود تلك الابتسامة أم لا؟؟؟
**قبل الختام**
يحكى أن أحد خريجي اللغة العربية افتتح محل سندوتشات كبده بعد أن
طال انتظاره وقد علق وثيقة تخرجه على جدران ذلك المطعم بعد أن
زالت فائدتها بعد أن أهدر عمره في الانتظار ولكن \"على عماها\"
**خالديات**
بشروا صاحب محل الكبده بأن وثيقتي جاهزة ليلف بها سندوتشاته
ومعها 11 ألف وثيقة خريج لغة عربية فنحن مثله أهدرنا عمرنا
في الانتظار الطوووويل
تحيتي للجميع
المحرر في صحيفة الخرج أون لاين
خالد عكاش