×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حقوق الغائبين





كثير من الأحداث تمر علينا في حياتنا منها ما يفرح ويسر ومنها ما يريح ويخيف ومنها ما يمر مرور الكرام, لكل منها ردة فعل مناسبة وطريقة في التعامل فبعضها يتطلب العاطفة وبعضها الشدة والحزم وبعضها الضحك والبشاشة وبعضها ردة فعل سريعة جدا, لكن للأسف هناك أناس لا يهتمون لذلك التعامل خصوصا في أوقاته الحرجة فيخلطون بين الجد والضحك والاهتمام والفضول أو بالأصح اللقافة خصوصا من الحريم هداهن الله. كثير من المواقف التي تتطلب حسن التعامل ويواجهونها بعكس ذلك فكم من مريض يزوره أناس ليواسونه وإذا بهم ينحون منحى آخر تماما بعيدا كل البعد عن عيادة المريض ومواساته والتخفيف من مصابه والدعاء له.
أحد زملائي تعرض لحادث مروري أليم لدرجة انه لا يرغب في الحديث عنه أبدا من شدة هوله ورعبه، مكث في المستشفى ما يقارب ثلاثة أسابيع ثم منّ الله عليه بالصحة والعافية وخرج منه فيقول أغلب من يزورني يوجه لي ما يقارب 10 أسئلة, سؤال واحد عني وعن صحتي و9 أسئلة عن الحادث والسيارة كيف وقع؟ ومن كان معي؟ ومتى حصل؟ وكيف وصل الإسعاف؟ ويقول كنت أجيب عن أسئلتهم بكل (نفس شينه) وامطط الكلام تعبيرا عن استيائي من تلك الأسئلة والحديث عنها ومع ذلك كانوا يستمرون في الأسئلة دون أي مبالاة, الغريب أنهم ينقلون تلك الإجابات عني وبإضافة ما يشاءون من الاستنتاجات والتخمينات حتى تتغير القصة برمتها تماما وكأنها قد حدثت لشخص آخر غيري.
سأذكر لكم صنفا آخر من الناس أشد من الصنف السابق, في بعض الحالات لا يكون الشخص في وعيه كمن حصل له حادث ودخل في غيبوبة أو من توفاه الله وهنا تصبح الظروف خصبة للمتطفلين ومحبي الشائعات وتبهير الكلام, في هذه الحالة يكون أهل هذا الشخص كان الله في عونهم في حالة يرثى لها يترقبون أي خبر عن عزيزهم يبشرهم بخير ويخافون من كل خبر كذلك قد يفجعهم. فالوضع حساس جدا ومع ذلك نجد أناسا هداهم الله يستبدلون الدعاء للمريض والتوجه بالسؤال إلى الله له بالشفاء والعافية واللطف فيه وإن توفاه الله يسألون له الرحمة والمغفرة والصبر وحسن العزاء لأهله بالبحث عن الأسباب وكل ما جعله يصل إلى هذه الحالة واختلاق الأكاذيب والاعتماد على وكالة (يقولون) ومصادرها ودجلها, ويجعلون في الشيء ما ليس فيه.
قد يظن البعض أني مبالغ أو أتحدث عن أمور ليست بالغة الأهمية, لكنها أمور عاصرتها وواقعية وتحدث كثيرا للأسف في مجتمعنا ومن جربها أحس بالمعنى الحقيقي لما أتحدث عنه. فكم من أناس اختلقوا شائعات وخربوا بيوتا على أهلها أو أساءوا لهم بالتدخل بشؤونهم أو في أوقات غير مناسبة. هناك أناس ما زالوا يسألون عن أموات توفوا في حوادث أو بمرض. فبدلا من الدعاء لهم ومواساة أهلهم والتخفيف عنهم يسألون عن السيارة هل تهشمت؟ وكيف أخرجوه ـ رحمه الله ـ من السيارة ؟ وهل استدعوا الدفاع المدني لقصها ؟ وهل ؟ وهل؟ وهل؟ سبحان الله المتوفى راح برحمة ربه وهو تحت الثرى وبحاجة إلى كل حرف من دعائنا له وهؤلاء أبعد ما يكونون عن ذلك. اتركوا الناس في أحوالهم أو ادعوا لهم وخففوا عن أهلهم, وكما قال عليه الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). فلينظر هؤلاء إلى ما يقولون ويحددوا هل هم من أهل الخير أم من أهل اصمت؟!
من فضل الله ونعمه علينا أن أنعم علينا بنعمة الإسلام الذي أعطى لكل شيء حقه بالعدل والإنصاف وبالتمام والكمال فكما لمن هم بيننا حقوق, أيضا للغائبين حقوق, سواء كانوا غائبين عن مكاننا فقط أو غائبين عن دنيانا .. أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين ويرحم موتاهم ويصبر أهلهم ..

ماجد السحيمي[/frame]
بواسطة : admin
 0  0  22284

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90894
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98401
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89068
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91386

جديد الفيديو