(نظام فحص السيارات) والدور المطلوب للحفاظ على صحة البيئة
(نظام فحص السيارات) والدور المطلوب للحفاظ على صحة البيئة
خطورة الغازات المنبعثة من عوادم السيارات تسبب أضراراً جسيمة للبيئة والإنسان قد تصل إلى حد الوفاة, وقد كان لنا تاريخ حافل في الحفاظ على البيئة من خلال تطبيق صارم لأنظمة الفحص الدوري للمركبات منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي.. مما جعل شوارع مدن المملكة خالية من تلك الغيوم السوداء التي تزحف خلف السيارات المتهالكة .
وكانت الإدارة العامة لمحطات الفحص الدوري قد قالت إن وسائل النقل من سيارات وحافلات وشاحنات تعتبر المصدر الرئيسي لتلوث البيئة ، فقد تساهم المركبة بنسبة 70٪ من إجمالي ملوثات الهواء، كما تساهم بأكثر من 90٪ من انبعاثات غازات أول اكسيد الكربون ، وقالت إن السيارات في المملكة تنفث المركبة العادية الواحدة منها ما بين 3 - 4 أضعاف زيادة عما تسمح به المواصفات والمقاييس للمركبات الجديدة .
وقد حذر باحثون من أن المواد الكيميائية مثل 1.3بيوتادين وأول أكسيد الكربون، تعد من أخطر الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، وقد تكون السبب الرئيسي وراء إصابة الأطفال بالأمراض السرطانية وأمراض الربو
فقد أجريت دراسة عالمية على أكثر من 22 ألف طفل، ذهبوا ضحية السرطان نتيجة أنهم يسكنون بالقرب من محطات النقل، وأكد الباحثون على أن الأدخنة المنبعثة من عوادم السيارات ومركبات النقل الأخرى، هي التي زادت من خطر إصابة هؤلاء الأطفال بالأمراض السرطانية.كما أن التلوث الناجم عن الازدحام المروري قد يزيد من تعرض الأطفال للإصابة بالربو, وصعوبة التنفس, والسعال, بالإضافة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في نطاق 50متراً من طرق تمر بها أكثر من 33ألف سيارة يومياً، لديهم بنحو المثلين من احتمال الإصابة بالربو مقارنة بغيرهم
ولكن نجد أنه في الآونة الأخيرة أدى تراخي المرور في تطبيق أنظمة الفحص الدوري إلى انتشار كبير للسيارات العتيقة ، مما جعل البيئة والسلامة مهددتين في شوارعنا.. فقد أعلن مدير الإدارة العامة للمرور في وقت سابق أن المركبات المسجلة لدى المرور يبلغ عددها 8.250 ملايين مركبة لم يفحص منها سوى 1.7 مليون، مما يعني أن هناك 6 ملايين مركبة تجوب الشوارع لم تمر بإحدى محطات الفحص الدوري.
ونتيجة لهذه الفجوة الكبيرة بين عدد السيارات التي تم فحصها وتلك التي لم تحظ بذلك ظهر المشهد المفزع للسيارات العتيقة التي تشهد ضبابية الدخان المنبعث وراءها على أن البيئة والسلامة المرورية يدفعان ثمن التراجع الكبير في أداء المرور, مما يتطلب إعادة النظر في هذا الأمر وتكثيف الحملات المرورية, وضرورة رفع الوعي لدى قائد المركبة,لتصبح مدننا خالية من التلوث المضر بصحة البيئة. وبالله التوفيق.
الشيخ / حمد بن عبد اللة بن خنين
المستشار الشرعي والباحث الإعلامي
عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان