ألم يأن للبطاقة التموينية أن تصرف لنا
بسم الله الرحمن الرحيم
مواطن راتبه لا يتجاوز الأربعة آلاف ريال أثقلت كاهله الديون
يعطي هذا وذاك حتى يقضي دينه و يأتي بداية كل شهر ليتسوق
من المراكز التموينية ومعه أطفاله وبينما يشتري مستلزمات بيته
الضرورية يأتيه أولاده ببعض الأغراض الخاصة بهم ويضغط
على نفسه ويشتريها لهم ويعيش هذا الشهر مرتاح البال لأنه أحضر
المستلزمات الضرورية وبعض الحاجيات المسلية لأطفاله الصغار
وبعد أن أتى الشهر التالي ذهب ليتسوق ليتفاجأ بأن أسعار
المنتجات الغذائية قد زادت زيادة كبيرة مما جعله في حيرة من
أمره ماذا سيشتري هل من هذا الصنف أم من ذاك وبينما هو
غارق في تفكيره العميق إذ بأطفاله يحضرون بعض حاجياتهم
فإذ الأب يرفض شرائها مجبرا ومرغما بسبب جشع أولئك التجار
ويحضر لبيته أسوء الأصناف لكي يوفر لهم حاجياتهم الضرورية
ما سبق ليست قصة من نسج الخيال بل هي واقع يعيشه كل مواطن
سعودي ,واقع يعيشه كل إنسان في هذه الأرض الطاهرة ,واقع
مؤلم نعيشه جميعنا بسبب جشع تجار جعلوا المواطن السعودي
فريسة لهم يفترسونه كل صبح وعشية
تفنن أولئك التجار بتعذيب المواطن السعودي بكل الطرق
الممكنة فمن تقليل لحجم العبوات وجعلها أقل من سابقاتها
إلى رفع الأسعار بأشكال خيالية إلى تقليل المنتج الموضوع
في العلبة فبدلا من أن يكون 400 جرام مثلا تجده أصبح
380 جرام والسبب في ذلك هو تلاعب أولئك المحتالون
على المستهلك المسكين
أسعارنا أصبحت كالنيران تلتهم المواطنين وتحرق جيوبهم
نيران أحرقت قلوبنا قبل أن تحرق جيوبنا فبعد أن كنا نحضر
الأجود والأفضل أصبحنا نبحث عن الأسوأ لرخص سعره
والسبب في ذلك هو رفع أولئك الظالمون لأسعارهم بأشكال خيالية
وإذا سألناهم عن سبب رفع الأسعار لا نجد لنا لا مجيب ولا مهتم
ولا زال أولئك التجار يستغلون أي زيادة في راتب المواطن السعودي
لكي يفرحوا مع فرحه ويشاركوه سعادته
فبنظر أولئك التجار المسالمين لا يجوز للمواطن السعودي أن
يفرح وهم لا , فلا بد أن تزاد عليك أسعار بعض الأصناف
فالمشروبات الغازية والألبان والأجبان واللحوم والبيض
أسعارها قليلة وتحتاج زيادة فأنت قد استلمت زيادة في مرتبك
فالتاجر المسكين لا يريدها إلا أن تصرف لجيبه فلا بد
أن ترسم على شفاههم البسمة والفرحة
نعم أخي المواطن فرحتهم لا تكتمل حسب وجهة نظرهم-
إلا بسرقتنا واستغلالنا ورفع الأسعار علينا فأنت عندما تصرف
لك الزيادة فأنت لا تستحقها بنظر أولئك التجار ولست جديرا بها
بل أولئك التجار المساكين هم الذين يستحقونها فأنت مجرد ماكينة صراف
تدر لهم المال غصبا عنك
وفي خضم رفع الأسعار العجيبة لجميع منتج في أرضنا الحبيبة
أصبحنا نفكر في الطريقة المثالية لكي نتخلص من رفع أسعارهم
فكرنا في المقاطعة ونجحت ولكن نجاحها نتائجه لا تظهر سريعا
وبينما نحن غارقون في تفكيرنا وجدنا أنه يجب أن نطرح على
أنفسنا السؤال التالي ونجيب عليه
فما هو السبيل وما هو الطريق لمحاربة أولئك التجار في الدول
العربية والخليجية المجاورة لكي نستفيد منها؟؟
أتعلمون أحبتي القراء والقارئات أن في الدول الخليجية والعربية
المجاورة يصرف لأبناء شعوبهم بطاقة تموينية وتلك البطاقة لا تقتصر
على فقراء الشعب أو على أصحاب الدخل المحدود بل تصرف
لجميع المواطنين بدون استثناء ويوزع للمواطنين عن طريق تلك
البطاقة المواد الغذائية الأساسية كالأرز والزيت والطحين والحليب
والدجاج وبعض المنتجات الأخرى بأسعار مخفضة وتتحمل الدولة
باقي السعر ولكل مواطن كمية محددة في الشهر من كل صنف من
تلك الأصناف مع العلم أن هذه البطاقة مطبقة منذ سنوات
وليست وليدة هذا الوقت
فلماذا لا يتم صرف تلك البطاقة للمواطن السعودي
وتحديد الأصناف الغذائية الضرورية وصرفها للمواطن بنصف
السعر أو ربعه وتتحمل الدولة الباقي ويكون السعر المفروض
على المواطن ثابت لا يتغير مع تغير أسعار السلع الأخرى؟؟
أعتقد بأن البطاقة التموينية لو تم صرفها لخففت
ثقل كبير عن المواطن المسكين ولتراجع التجار عن رفع
أسعارهم ولحاولوا أن يجاروا أسعار البطاقة التموينية
ولأصبحت الأسعار لدينا معقولة ومقبولة
**قبل الختام**
كلي أمل أن يتم إقرار صرف بطاقة تموينية لكل مواطن
سعودي فهي ستكون أغلى هدية لكل مواطن سعودي يعاني
من جشع أولئك التجار المحتالون
**خالديات**
حاولت أن أصرخ وأنادي حماية المستهلك ولكن علمت بأن لا حياة
لمن تنادي فوجدت أن الصمت أفضل من الكلام
تحيتي للجميع
المحرر في صحيفة الخرج أون لاين
خالد عكاش