طريق حرض للموت عنوان
بسم الله الرحمن الرحيم
مسافرون قرروا الذهاب إلى مملكتنا الحبيبة من دول الخليج العربي
أعدوا العدة واستعدوا للمغادرة وفي أثناء استعدادهم قرروا أن يمروا
بأهلهم وأصحابهم لوداعهم وداعا حارا فلا يعلم ذلك المسافر هل
سيعود إلى بلده من جديد أم أن طريق حرض سينهي حياتهم وآمالهم
سلكت تلك العائلة الخليجية المكونة من أب وأم وولد وبنت وطفلهم
الرضيع طريق حرض متجهة إلى مملكتنا الغالية من أجل أداء مناسك
العمرة والتمتع بأجواء الطائف الرائعة وكذلك قضاء بعض الأيام في
جدة والذهاب إلى المدينة المنورة من أجل السلام على النبي
-صلى الله عليه وسلم- وعلى صاحبيه رضي الله عنهما- والصلاة
في المسجد النبوي . بدأت هذه العائلة بالتخطيط للرحلة والتفكير في
عدد الأيام التي سيقضونها في بعض مدن مملكتنا الحبيبة
وفجأة!!!
إذ بهم يرون كثبان رملية تنتظرهم في مسارهم وإذا بوالدهم يحاول
الابتعاد عن تلك الكثبان المميتة وقدر الله له الابتعاد عن تلك الكثبان
الرملية ولكن,,,كانت هناك شاحنة مسرعة قادمة نحوه فاصطدمت
بسيارته وتوفي الأب والأم ووجد الطفل الرضيع مرميا بسبب قوة
الاصطدام على بعد خمسين متر ووجد الابن والبنت وفيهما العديد من
الكسور وكلاهما يصيح من شدة ما به من ألم وخوف من فقدان الوالدين
ما سبق أخي وأختي ما هو إلا قصة من نسج الخيال ولكن هي واقع
نعيشه جميعا خاصة مع طريق حرض والغريب أنك عندما تذهب إلى
أي دولة خليجية تنبهر من روعة الطرق فيها فالمسارات تزيد عن
الثلاثة والتنظيم في تلك الطرق من أروع ما يكون فعيون القطط
منتشرة فيها والسعة في تلك الطرق متوافرة بل سعة كبيرة جدا
والتنظيم المروري رائع وأمن الطرق متواجد في تلك الطرق لتسهيل
حركة المسافرين وكذلك تجد مراكز الإسعاف والهلال الأحمر
منتشرة في طرقات تلك الدول
بينما عندما يأتي المسافر إلى بلدنا فماذا يتوقع أن يجد؟؟؟
قد يتوقع بعض المسافرين الجدد بأن طرقنا حديثة وعصرية ويظنون
بأنها طرق منورة ولا يكاد تمر الخمسة أمتار إلا والأنوار فيها مضيئة
ويتبادر إلى أذهانهم أن محطاتنا خدماتها متوفرة بأعلى المواصفات
والمقاييس وبعد أن يغرق في أحلامه السعيدة ينصدم بالواقع
المرير الذي يجده أمامه أتعلمون ماذا يجد المسافر العزيز؟؟؟
يجد إخوتي الكرام أن الطرق من العصر الحجري , فالطريق كما
يقال في العامية \"رايح جاي\" وضيق ولا يكاد يسع لمرور سيارة واحدة
ويتعجب المسافر الخليجي عندما يجد أن الطرق مكسرة ومحفرة
وللأسف لا تكاد ترى أي دورية من المرور في طرقنا الطويلة
أو أمن الطرق إلا بعد أن تقطع عدد كبير من الكيلوات
وللأسف لا تجد أي مراكز إسعافية إلا القليل القليل مما
يجعل الأخطار محيطة بالمسافر من جميع الاتجاهات
ويأتي على رأس هرم تلك الطرق طريق حرض الذي أصبح طريق لحصد
أرواح المسافرين بين أرجاء المملكة ودول الخليج فلا يكاد يمر
يوم من الأيام إلا وتجد خبر في إحدى الصحف الإلكترونية أو الورقية
عن وفاة مسافر أو عفوا العديد من المسافرين وإصابة عدد آخر منهم
بسبب الكوارث والحوادث المميتة التي تقع لهم في هذا الطريق وللأسف
فإن هذا الطريق يعتبر هو همزة الوصل الرئيسة بين مملكتنا الحبيبة
وبعض دول الخليج العربي
أذكر أن هذا الطريق كان هناك مشروع عمل ليتم تعديله وتصحيح مساره
ليصبح سيدين وتوفير سبل السلامة فيه ولكن سرعان ما توقف
العمل بالمشروع بعد أن استبشر الجميع خيرا ,ليبقى ذلك
الطريق المميت على حاله مما جعله يمثل فلم رعب لكل من يسلكه
وللأسف لم يتم تعديل وضعه حتى الآن مما جعل حياة أي مسافر في
خطر مع العلم أنه يختصر العديد من المسافات
الطويلة في المملكة ولكن للأسف حتى الآن لم يجد الاهتمام اللازم
من وزارة النقل التي يقع على عاتقها تنظيم تلك الطرق وتعديل مساراتها
بما يتوافق مع مصلحة المملكة ومكانتها بين دول المنطقة
الحلول كثيرة لتعديل الطريق وهي متوافرة ولكن للأسف ليس هناك من
يستمع لتلك الحلول بل يضربون بتلك الحلول عرض الحائط ولو تم
التعامل مع تلك الحلول بإيجابية لتم تحسين العديد من طرق المملكة ولما
عدنا نسمع عن مشاكل في تلك الطرق ولقلت نسبة الحوادث بشكل كبير
ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي
**قبل الختام**
إن لم تتحرك وزارة النقل وتعدل مسار طريق حرض فسنجد العديد
من الأرواح ستزهق فبيد الوزارة تطوير طرق المملكة بين
غمضة عين وانفتاحها فمتى تعمل الوزارة على ذلك
**خالديات**
أصبح تفكير المسافرون بكيفية التخلص من الموت أكبر من تفكيرهم
بكيفية استغلال وجودهم في مملكتنا والسبب طريق حرض
تحيتي للجميع
المحرر في صحيفة الخرج أون لاين
خالد عكاش