تفاصيلنا رواية فلنحرص على حسن صياغتها
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الحياة هي عبارة عن قصة فيها العديد من التفاصيل ومع كل تفصيل
من تلك التفاصيل تولد قصص بعضها تحكى حتى قيام الساعة وبعضها
تندثر بغياب أصحابها والعجيب الغريب في تلك القصص أن بعض
الأشخاص يهملون تفاصيلهم مما يفتح الباب على مصراعيه لكل
من أراد أن يقطع من لحمه ويأكل منه أو يوزع لحمه على من عرفه ومن
لم يعرفه , فدعونا بعد تلك المقدمة أن نتحدث عن بعض تلك التفاصيل
وأن نضع عنوان لبعضها ثم نبحر وإياكم في الحديث عنها
فبسم الله نبدأ تفاصيلنا:
*أنت من تسمم السهم وأنت من يريشه*
يستغرب البعض من رميه بسهام قد تكون بعضها مميتة وقاتلة وقد تكون
بعضها جارحة وموجعة ولكن من السبب في رمي تلك السهام إنه أنت
نعم أخي وأختي فالبعض بتصرفاته الغريبة يجعل الناس تحتقره ويبحثون
عن زلاته بشتى الطرق والوسائل وينبشون عنها فكم من تصرف
جعل الناس تنظر للبعض وكأنه شيطان رجيم فهذا يلعن وذاك يسب
وذاك يكره وذاك ينتظر الفرص , وللأسف أن البعض لم يستفد
من تجاربه السابقة في حياته بل ظل يتمادى في أفعاله الخاطئة معتقدا
أن فعله صواب وأن غيره لا يعلم شيء وأنه من أسمى المخلوقات عند الله.
حتى جعل الناس تصوب السهام له في كل خطوة يخطوها ويتمنون
له في كل خطوة ندامة ,فاعمل على تكسير تلك السهام بطيبة قلبك
وحسن تصرفك
{والبس ما يعجب الناس}
*الرغبة والرهبة بينهما شعرة*
مشكلة البعض أنه يعتقد بر الوالدين هو أن يسلم رقبته لهم
يتحكمون فيه كما يريدون ويوجهونه كما يرغبون وكأنه \"ريبورت آلي\"
فقد حدثني أحد أصدقائي أنه يعاني معاناة كبرى بسبب طلب زوجته قضاء
شهر العسل في خارج المملكة وتحديدا في بعض إحدى الجزر في المحيط الهندي
وصارحني زميلي العزيز أن السبب في ذلك خوفه من غضب والده منه فقلت
.له يا أخي للوالدين الاحترام والتقدير ولكن ضع لكل خارطة حدود وحياتك
الخاصة لا تدمرها بتدخل الوالدين ولا تجعل أمامك عقبات تصعب عليك
سعادتك وحياتك الزوجية,
{فحياتك الخاصة دبرها بطريقتك الخاصة وتحكم فيها كما تريد لا كما يريد غيرك}
*ليس في كل عسل شفاء*
تسمع بعض الكلمات فتنساق خلف أولئك الأشخاص المرددون لها ظنا منك
بأن كلامهم صحيح وأن فعلهم صواب فتجد بعض الناس تتهافت على
بعض الأشخاص الذين يحلون لك الكلام و يبتسمون في وجهك حتى أنك
تتمنى ألا تفارقهم وأن تبقى أطول وقت ممكن معهم وأن تستمتع بأحاديثهم
ولكن في باطنهم تجد الحقد والبغضاء وإن حققت شيء فأمنيته أن يزول منك
بأسرع وقت ممكن فليس كل من يضحك بوجهك يعشقك ويحبك وليس
كل من يحسن لك الكلمات يريد لك الخير فاحذر من أولئك الأشخاص
{فأصابع يدك ليست سواء}
*لحيتنا سبب مكسبنا*
أصبحت اللحية عند بعض الناس مصدر كسب ورزق فبتلك اللحية التي
كرم الله بها الرجال ورفع مكانتهم أصبحوا يتكسبون ويسترزقون ,أصبح
عدد من أولئك الأشخاص ملتحين بين عشية وضحاها وهمهم أن يقال عنهم :
ما شاء الله هذا رجل فاضل هذا رجل صالح هذا رجل ملتزم وأصبح جميع
الناس يقدرونه ويكرمونه وتجده يقدم في كل مجلس وأصبحوا يتوسمون
فيه الخير ,وعندما سنحت له الفرصة وحقق من الناس ما أراد وأصبح ذو
مكانة في مجتمعه انقلبت حاله مئة وثمانون درجة فمرة يقصر لحيته ومرة
يطولها ومرة يحلقها وإذا احتاج الناس منه شيء تجده يعرض عنهم فكم
من ذي منصب أعرض عن قضايا أهله لانتهاء فائدتهم بالنسبة له
وما صاحب إحدى مساهمات الأسهم عنا ببعيد
{فليس كل من ربى لحيته يستحق التقدير}
*بيوتهم فنادق وهم رحالون*
تتعجب عندما تجد أن بعض الأزواج أصبحت بيوتهم للنوم فقط
فالزوج عندما يأتي من عمله يذهب مباشرة إلى فراشه لكي ينام بضع ساعات
ثم بعد قيامه من النوم يتمغط ويقوم بغسيل وجهه وبعد ذلك يتوجه مسرعا إلى
سيارته ليبدأ رحلته اليومية الطويلة فمن شارع إلى شارع ومن صديق إلى صديق
وبعد ذلك المشوار الطويل يعود إلى بيته من أجل أن ينام مساء,وكذلك الزوجة
عندما تستيقظ من النوم تمشط شعرها حتى أن المشط تكاد أن تتكسر أسنانه من شعر
تلك الزوجة الناعم ثم بعد أن تمشطه تذهب لشرب كأس ماء وتلبس ثوبها
وعباءتها وتذهب في رحلة يومية طويلة ولا تعود إلا عند وقت النوم بعد أن تبلغ
الساعة الثانية أو الثالثة فجرا وتأتي لتنام بجانب زوجها ولا يحرك أي
منهما ساكنا فكلاهما منهك بعد تلك الرحلة الطويلة
{لا تتعجبون فتلك هي بعض بيوت أزواج هذا الزمن}
*قبل الختام*
ما سبق هي عدة تفاصيل لو أحسنت صياغتها لما وجدت الناس تحكي عنها
**خالديات**
قالوا تفاصيلي رواية فأحببت أن أجعل لكل تفصيل منها رواية
فلهم الشكر على تلك الرواية
تحيتي للجميع
المحرر في صحيفة الخرج أون لاين
خالد عكاش