الجريمة المنظمة:
وردت تعاريف كثيرة للجريمة المنظمة منها تعريف المؤتمر الخامس لمكافحة الجريمة ومعاملة المذنبين المعقود في جنيف عام 1975م ، ونصه ( أن الجريمة المنظمة تتضمن نشاطا إجراميا معقدا على نطاق واسع، تنفذه مجموعات من الأشخاص على درجة من التنظيم وتهدف على تحقيق ثراء للمشتركين فيها على حساب المجتمع وأفراده، وهي غالبا ما تتم عن طريق الإهمال التام للقانون، وتتضمن جرائم تهدد الأشخاص وتكون مرتبطة في بعض الأحيان بالفساد )
ومنها تعريف اللجنة المشكلة من رجال القضاء والأمن الأمريكي عام 1987م والتي عرفت الجريمة المنظمة بأنها ( تعبير إجرامي يعمل خارج إطار القانون والضوابط الاجتماعية ويضم بين طياته الآلاف من المجرمين الذين يعملون وفقا لنظام بالغ التعقيد والدقة، يفوق النظم التي تتبعها أكثر المؤسسات تطورا وتقدما، كما يخضع أفرادها لأحكام قانونية سنوها لأنفسهم تفرض أحكاما بالغة القسوة على من يخرج على قاموس الجماعة المنظمة ويلتزمون في أداء أنشطتهم الإجرامية بخطط دقيقة مدروسة ويجنون من ورائها الأرباح الطائلة )
- ترتكب الجريمة المنظمة بواسطة جماعات سرية منظمة تستخدم أشخاصا يتم اختيارهم وانتقاؤهم وفق ضوابط صارمة ومن ثم يتم تدريبهم على طقوس وممارسات تكفل طاعتهم وولاءهم المطلق للعصابة التي ينضوون تحتها.
وتستخدم الجريمة المنظمة أحدث الوسائل والتقنيات في ممارسة أنشطتها، كما أنها لا تلتزم بالقيم الاجتماعية والضوابط الأخلاقية أو الإنسانية السائدة في المجتمع وتستخدم الجريمة المنظمة الترهيب والترغيب ومختلف وسائل الإفساد في سبيل تحقيق مآربها كما تلجأ لأقصى درجات العنف ضد من يقف في طريقها.
ونتيجة لذلك نجد أن عمليات التحقيق في قضايا الجريمة المنظمة تقابلها صعوبات بالغة تختلف عن تلك التي تقابل السلطات عند البحث والتحري في الجرائم العادية.
- الجريمة المنظمة كغيرها من الجرائم تشكل خطرا على الفرد والمجتمع بما تسببه من أضرار، ولكن يكمن خطر الجريمة المنظمة في كونها بالغة التعقيد لأنها نتجت عن تخطيط واتفاق بين عناصر شتى يمثلون أفراد ومؤسسات بعضها خارج حدود الدولة، ولهذا يصعب القضاء على عناصرها لأنها لا تنتهي بمجرد ضبط مجموعة منهم بل تستمر قائمة في ظل مجموعات وعناصر أخرى يصعب حصرها، ولذلك يقال إن جرائم القرن القادم هي جرائم الجريمة المنظمة.
مجلي المجلي آل جلاليل