مع بعض الصور السلبية في واقعنا
تكاد الحسرة والضيق تتملكك وأنت تشاهد الكثير من المواقف التي تجعلك تقول إن البيئة التي تعيش فيها هي بعيدة عن التغير الحقيقي الحضاري الذي نشهد تقدما في شكله فقط
و بشكل متفاوت , لم نصل بعد الى ما نلاحظه ونلمسه في دول سبقتنا إليه ارتقى فيها بتوازي نمط تفكير الفرد مع هذا التغيير الذي يعتبر المحك الحقيقي لمعنى الرقي ,
فلا زلنا مع الأسف نعيش في صور سلبية تدل على عمق الفجوة التي تمنع الوصول ولو الى درجة من درجات الكمال , هناك من يعول على الوقت في حدوث التغيير فلماذا الاستعجال , والحقيقة نشاهدها في بلدان مجاورة وأخرى بعيدة تعيش في وتيرة سريعة تسابق الزمن في بلوغ تطور حضاري عام يشمل الفرد والمظهر , و نحن مع تلك الإمكانيات الهائلة يخيم علينا التمني المفرط الذي هو هروب من الحقيقة في أن البيئة غير صحية .
أعود الى الصور التي هي تشويه لصورة الفرد لدينا سوا من متعلم أو قليل التعليم والتي تحدث ام أمامنا أو نسمعها أو نشاهدها عبر وسائل الإعلام .
الصورة الأولى التي تعطي انطباع عن مستوى التحضر هي تلك العبثية والفوضى في داخل الشوارع والطرقات لدينا مابين السرعة وقطع الإشارة والوقوف العشوائي حيث تجد ان هناك حس (بقيمة الوقت ) نعم هناك أعمال هامة وسريعة لابد أن تنجز ( هناك في الغرب كانت الوجبة السريعة fast food وجدت لكي لا يضيع وقت العمل ) ونحن نسابق الزمن بكل مانملك حتى لو اضطررنا لان نموت , المهم في النهاية الظفر واستعراض القدرات الخارقة في سباق الفورمولا المفتوح بين داحس والغبراء .
الصورة الثانية التي تقابلك في الكثير من الدوائر الحكومية حيث لايوجد أحيانا مفهوم علاقات عامة ولا إنسانية عند المراجعة عليك ان تتهيأ في أي لحظة الى الشد العصبي والتوتر من قبل الموظف هذا لم تكن صديقه او قربيه , أنت ايه المراجع عليك بالالتزام بالوقوف في الدور , نعم الموظف معك حق هناك مراجع لا يتقيد بالنظام ولكن ليس هذا يسري على المراجعين جميعا فيعطل الشد العصبي والتوتر العمل برمته .
الصورة الثالثة وهي مرتبطة بالصورة السابقة ولا تعطى صفة التعميم وهي ذلك المظهر السىء عندما يقوم الموظف بتناول وجبة طعام داخل المكتب طبعا حفاظا على وقت المراجع الذي لايريد ( ان يضيع في بوفيه داخل مبنى العمل او خارجه) ,أحيانا ومن زود الكرم يمكن ان تجد أواني القهوة والشاي تحت قدميه في منظر هو ابعد ان يطلق عليه مكتب عمل .
هذه الصور الثلاث فقط تعكس وبشكل جلي للذين يملكون وعي مستنير ومتقدم الغير مختزل في جانب ضيق ,الحقيقة الناصعة التي هي علة هذه البيئة في تحقيق اكتمال حضاري .
همسه
يقول الشاعر :
يعيب الناس كلهم الزمانا وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا ولو نطق الزمان اذن هجا
عبد الله بن سليمان الطليان