تراهم زودوها
أن يقوم أحد الهوامير أو اللصوص بالاستيلاء على أرض في أطراف المدينة أو في منطقة غير مأهولة، أو يقتنص قطعة أرض في قلب المدينة كان المقرر أن تكون حديقة أو مدرسة أو مقرا لجهاز خدمي، كل هذه الاحتمالات قائمة وحادثة، وصرنا متعودين عليها وغير مستغربين منها، قياسا بالقول المسرحي المشهور «متعودة دائما».
ولكن أن يقوم أحدهم ــ حسب ما نشرته «عكاظ» أمس على صدر صفحتها الأولى عن إحباط محاولة رجل أعمال الاستيلاء على حي الأطلال بصك وهمي لا مرجعية له، من خلال ترويع الأهالي وتهديدهم بهدم منازلهم للحصول على مساحة مليون متر مربع ــ حسب ادعاءات الصك المزيف، هذه الحادثة بعينها تدل على أن الهوامير أصبحوا فيروسا مميتا في حياتنا ومجتمعنا وعلاقتنا مع بعضنا البعض، وإذا لم نمنعهم من الاستيلاء على الأراضي النائية فإنهم سوف يجتاحون حتى منازلنا، دون أن يرف لهم جفن أو يحسوا بخوف من مخاطر مجنونة.
المهم في القصة كلها، أن اللص سوف يبقى لصا، إذا لم يكن العقاب رادعا، وحاسما، ويمنع الآخرين من التفكير لحظة واحدة في سرقة متر مربع وليس مليون متر مربع ومخطط سكني مأهول.
هاشم الجحدلـــي