استفاقة الشيخ المتاخرة
يبدوا أن استفاقة الشيخ جاءت متأخرة بعض الشي الذي سطر لنا مشاهداته من خلال رحلاته إلى بلاد الغرب التي أبهرته فراح يكيل المديح على ذلك الواقع الذي وجد فيه احترام الأنظمة والنظافة والدقة في الوقت وتقدير الإنسان وحسن التعامل عند طلب المساعدة بلطف وأدب .
أشعلت تلك الأمور في داخله الحماس فصب نقده اللاذع على واقعه المزري من حيث عدم احترام الأنظمة من قطع إشارة الى غيرها وعدم النظافة على طرقنا السريعة إلى أسلوب الفج والجاف في التعامل ( الذي لابعرف أن تبسمك في وجهك أخيك صدقة ) قالها المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل 1400سنه نجدها تلاحقك عند كل موقف , وأسهب في طرحه فقال إنني امجد أناس غير مسلمين سوف يقال لماذا تمجدهم وأقول أن الشيخ محمد عبده سبقك منذ زمن في مقولته المشهورة \" ذهبت للغرب ، فوجدت إسلاما ، و لم أجد مسلمين ، و لما عدت للشرق ، وجدت مسلمين ، و لكن لم أجد إسلاما \"
إيه الشيخ الفاضل الغرب ليس مسئولا عن تخلفنا فنحن لا نتعامل مع الواقع الذي نعيشه وفق أسلوب واعي و حضاري .
توطئة
يقول الشاعر :
اِرتقت سلم التقدم ناس ووقفنا في أَسفل الدرجات
فخروا بالعلوم إذ رفعتهم وفخرنا بالأعظم النخرات
***********************************************************
هذه مقالة الشيخ الفاضل د. عائض القرني
يقول الشاعر خلف العتيبي يا وطنّا يا وطنّا عمتْ عين الحسود
(يا وطنّا يا وطنّا عمتْ عين الحسود)،
وما أدري مَنْ هذا الحسود المخبول المهبول المعتوه الأحمق، الذي حسدَنا ولم يحسد وكالة ناسا ولا صناع حاملة الطائرات (أيزن هور)، ولم يحسد رواد المركبة الفضائية التي هبطت على المريخ وعلى عطارد؟ وما الذي أعجبه في عالمنا الدنيوي حتى يحسدنا؟ هل هي عرضاتنا الشعبية التي يسهر عليها كل من عاف القراءة ورمى بالكتاب وطلّق الحرف؟ فالكبار عالة على الضمان الاجتماعي، والشباب عاطلون عن العمل، ومع ذلك يصرّون ويرقصون بالهراوى والمشاعيب، ويهدّدون القوى العظمى وصناع النووي و(أف 16) وصواريخ الأسكود، وإذا أردت أن تنظر إلى مدى تمدّننا ورقينا الحضاري واحترامنا للذوق العام فسافرْ برًا من الرياض إلى الدمام أو إلى تبوك أو إلى حائل أو أبها أو الطائف لتشاهد الحمّامات المهشمة ودورات المياه المحطمة والأبواب المخلعة والمقاهي الخاوية على عروشها والقمامة ذات اليمين وذات الشمال وبالله عليكم هل عجزنا عن أن نسدد لشركة عالمية تقوم بالإشراف على خدمات الطرق من المقاهي والحمامات ونحوها ولو بإيرادات من المواطنين مقابل الاستخدام؟ وانظر مثلًا مطار جدة وهو يستقبل حجاجًا ومعتمرين، مليارًا ونصف مليار مسلم، وهو على الرغم من العمليات التجميلية نقطة سوداء في سجلنا، وقارنه بمطار دبي الجديد، لقد سافرت برًا من ميونخ إلى فرانكفورت ومن باريس إلى بروكسل ومن ومن ومن ؛ فوالله لقد شاهدت ما أذهلني من دقة التنظيم والترتيب والنظافة واحترام الذوق العام والرقي والتمدن، ما أصابني بغيظ على واقعنا وغيرة على وضعنا، وأنا أعلم أن بعض الغوغائيين سوف يصيحون في وجهي ويقولون: اتقِ الله لا تمدح الكفار ولا تسبّ المسلمين. وهؤلاء لن أجيبهم ولن أشغل وقتي بالرد عليهم؛ لأنهم صمّ بكم عمي فهم لا يرجعون، وهم لا يفرقون بين الإسلام الدين الخالد والرسالة الربانية المقدسة وبيننا نحن كبشر في العالم الثالث صرنا عالة في كل شيء على العالم الأول والعالم الثاني ولا أقول إلا: يا وطنّا يا وطنّا عمتْ عين الحسود .
عبدالله سليمان الطليان