للإحاطة
بدأت خطوات الزمن تتسارع باتجاه الهاوية في كل المجالات , بدءاً من السياسة المتعرية على فضائياتنا , وانتهاءً بالتربية المندسة في أزقة المجتمع وخلف أسوار البيوت , وهذا الانحدار المنسكب بأفعال فاعلين يرسم معالم واضحة جداً لسرداب فوضى وانحلال شديد الظلمة , العاقل يرى السرداب ويخافه , أما الإمعة فيرى الظلام ويرغبنا فيه , وبيننا وبينهم ستشن الحروب وينصر الله الحق بجبروته .
إن سياج الدولة التي ضمتنا بجناحٍ وارف هو الدين الإسلامي الصحيح والذي يتمثل في مذهب أهل السنة والجماعة المعتدل باعتدال الكتاب والسنة , والقوي بقوة أحكام المدرسة المحمدية وباقي مصادر التشريع التي يتجاهلها الكثيرون , فلا إفراط في اعتدال , ولا تفريط في قوة ولو كره المدعون .
هكذا كانت التربية المستقيمة التي اتبعها والدنا عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه , وهذه هي التربية التي ورثها القائد من رسوله صلى الله عليه وسلم وورثها لأبنائه الملوك العادلين , وأبنائه من الشعب الأبي , وبهذه السياسة التربوية الراقية والمتسيدة على مدى الزمان استطاع أن يربط القبائل العربية التي جاء الإسلام ليتمم أخلاقها لا ليخلقها من جديد , فوحدهم في وقت لم يكن من المعقول توحيدهم , وجعلهم إخوان في الإسلام وفي عاداتهم وتقاليدهم , وأبناء لوطن الحق ومعقل الهدى , ومواطنين على أرض الحرمين ومهبط الوحي .
بعد ذلك نشأ الرجال على ما عودهم والدهم , نشأوا على الفطرة السوية التي وائمت بين الإسلام والقبيلة ونبذ البدع والعصبيات , وعاشوا أحراراً تحت حكم الأحرار , ينعمون بالأمن في بيوتهم وعدم الخوف على أعراضهم , يؤدون فروض الدين بكل حرية أنى تواجدوا بلا قيد ولا بطاقات عضوية للمساجد , فالحمد لله على نعمته التي لا تقدر بثمن , ونسأله أن يديمها رغم الأنوف المنحرفة عن الصواب .
الشعب السعودي كان ولا يزال يرفل بالنعم في ظل قيادة نسل عبدالعزيز , ولم ولن يرضى بأن تمس هذه النعمة بيد التخريب أو التغيير من أي أحد كائناً ما كان , فليحذر من يحاول أن يلعب بالنار كل الحذر من حرق نفسه ومن حوله , فالدين فوق كل اعتبار هذا ما غرسته سيرة المؤسس في قلوبنا وعزائمنا , وهذا ما أكد عليه أبنائه السلاطين منذ السعود إلى أبي متعب خادم الدين وحامي الحدود .
كل ما ذكر في الأعلى يبعث رسالة عاجلة لا تحتمل التأخير من أفراد المجتمع السعودي المحافظين على إسلامهم وتقاليدهم إلى كل من انسلخ عن حقيقته الكريمة وارتمى في أحضان الحضارة الكاذبة , يبعثها إلى كل من يحاول إخراج النساء من عفافهن إلى عهر التطور المزعوم , يبعثها إلى كل من ينعق داعياً إلى قبول الأنظمة الوضعية التي لا تحق حقاً ولا تبطل باطلاً , يبعثها إلى كل من تسول له نفسه العبث بموروث أجدادنا من الغيرة والمحافظة على أخلاق الأجيال القادمة , يبعثها إلى كل من يسوغ المسوغات لإباحة الإختلاط والفساد , يبعثها إلى كل عدو مستتر تحت شعارات التقدم , يبعثها لمن يشن الهجمات وينشئ التحالفات لتأليب الرأي العام حول نقاط لا تقبل النقاش, يبعثها لمن يعزف عل أوتار احتياجات الشعب , يبعثها ويؤكد عليها قائلاً :
لا تفرحوا بتواجدكم الإعلامي المستمر , فكما أحبطنا مخطط الثورة الساقط والمدعوم من قوى كثيرة , سنحبط مخططاتكم في القضاء على المجتمع والقضاء على أخلاقه , أقول ذلك .. للإحاطة .
عبدالله الكناني