×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عندما نجيد فن التشاؤم و نهمل أبجديات التفاؤل

عندما نجيد فن التشاؤم و نهمل أبجديات التفاؤل

كل عينة من البشر لديها استعدادات نفسية وفسيولوجية للإقبال على الحياة والاستمتاع بمباهجها,رغم كثرة عوائقها و انتشار أشواكها على سطح أرضها و إصرار بعضهم العبور على جسورها الشاهقة الارتفاع على الرغم من إمكانية سقوطهم دون الاكتراث أو التبرم من كثرة مصاعبها أو إعلان غضبهم من أول ابتلاء أعدته لهم تهويلهم صعوبة تسلق أسوارها والمشاركة في القضاء على عثراتها.
وعلى العكس من دلك,هناك شريحة من الناس لديها قابلية عظمى للتشاؤم وتلوين حياتها باللون الأسود القاتم,بل أنها تبدع في رسم سياج منيعة وأبواب مغلقة وأسوار شاهقة,إضافة إلى كثير من الحفر والمتاهات التي ترسم شخصها في أرجائها,أما بالنسبة للألوان فقد تنوعت بين الأسود الباهت ودرجاته,حتى آدا انتهت من رسم تلك اللوحة القاتمة بريشتها التالفة وبطريقتها السوداوية للحياة,لا تتأخر في تصديقها والانسياق خلف أحاسيسها والتجول بين أزقتها,لا يتأخر حضرة المتشائم بالتركيز على المساوئ فقط,فتجده يهمل ايجابيات دلك الكائن أو مزايا داك الجمال ويصب اهتمامه فقط على سيئاته وقصوره,لقد عمد إلى نقل الصورة السوداوية التي ينظر من خلالها ويحجبها عن كل من حوله,فهو لا يرى من الحياة سوى قاعها وقسوتها,كما أن عمله لم يستفد منه,بل على العكس أضاف على عاتقه هما آخر إضافة إلى همومه,أما أبناؤه فكل ما يذكره بهم أنهم الشقاء بعينه,فهو من تعب لأجلهم وتحمل أعبائهم وسهر على راحتهم على الرغم من أنهم بالتأكيد سينكرون معروفه ويتجاهلون وجوده عندما يشيخ من وجهة نظره.يعتقد بأنه وحده في الكون الذي يعاني وغيره يعيش أسعد لحظات حياته,يظن أن القدر اختاره وحده ليكون أتعس إنسان على وجه الأرض,كيف لا وهو يشعر بالآلام الآخرين بينما هم لا يلتفتون إليه,كيف لا وهو يملك الضمير والصدق والحب والخير والوفاء إلى كل الناس بينما هم لا,أما آخر وساوسه فتتلخص بأنه وحده الذي يسعى ويكد في هده الحياة أما غيره من المتفائلين فهو يزعم بأنهم يبالغون في درجة تفاؤلهم وانفتاحهم للحياة,بل ربما يطالبهم بالاستسلام ويحاول إحباطهم ليكونوا مثله,ولأنه من الصعب أن يكون متفائلا سلسا مثلهم,يبدل قصارى جهده ليكونوا هم مثله.
وأخيرا:آدا كان هناك مواقف صعبة مررنا بها وظروف شائكة تعرضنا لها فلا بد أن نعطي لأنفسنا العذر نظير تجرعنا قسوتها,ولكن دلك لا يعطينا الحق في التطاول على أنفسنا بترك آثارها السيئة علينا تتحكم في نظرتنا للحياة بصورة سوداء.
قبل الأخير:آدا اضطررنا لسبب ما أن نسرد أسباب تشاؤمنا فلا نغفل أن نسرد بجانبها الحلول والنتائج التي من شأنها أن تبث روح التفاؤل في أعماقنا.


نورا الحناكي

بواسطة :
 0  0  13892

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   77694
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   88021
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   71128
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   73236

جديد الفيديو