إيجابية نحتاجها
قلب مواقع الأخبار بوكالاتها وصحفها ..أيا كانت هذه الأخبار محلية أو إقليمية أو دولية ..في داخل المحافظة وخارجها ..في داخل المملكة وخارجها ..
تجد حدقة الأخبار مكبرة جدا لتلتقط الحوادث والمصائب والنكبات والجرائم والقتل والسرقات ..في إيحاءات على مر الزمن لها أثرها في نظرة القارئ ..وتكوين الصورة الذهنية عن هذا المجتمع الذي يعيش بين أكنافه ..وهذه البلاد التي يعيش في ربوعها ..وهذا العالم الذي يسير أناسه من حوله على مسرح الحياة .
صور وصور وأخبار تتلوها أخبار.. جامعها السلبية ..والمشهد القاتم ..والمجتمع المريض..والجرائم الظلماء التي ليس بينها نور يِستضئ به ..
وهذا في الحقيقة تصوير للسلبية مبالغ فيه ..وإيحاءاته النفسية تحطم الآمال ..
وأن شؤوننا كلها وبال ..ومآلاتها إلى سفال .
وهذه وربي ليست بنظرة المؤمن الواثق المتفائل بربه .. ولابنظرة المنصف العدل في ميزانه .
إن المجتمع الصغير والكبير بقدر مافيه من السلبيات والمصائب ..بقدر مافيه من الإيجابيات والمكتسبات والمقدرات ..التي ينبغي علينا ولاسيما الإعلاميون أن نكون جميعاً حفيين بأخبارها ..محدقين عدسة الصورة عليها .
بثاً للآمال ..وحباً للفأل الذي يحبه الله ..وتوازناً في نقل الأخبار ..وتوسيعاً لدائرة الإيجابية بين الناس ..
نعم كم في المجتمع من ناجحين من رجال الأعمال شقوا طريق حياتهم ..أين الإعلام عن أخبارهم وقصصهم؟! ..
نعم كم في المجتمع من عظماء في العلم كيف بدءوا؟! ..وكيف وصلوا ؟!
نعم كم في المجتمع من مهندسين وأطباء تميزوا ..ماهي أخبارهم وكيف شقوا طريقهم؟! ..
نعم كم في المجتمع من نساء فاضلات بلغن رتب عليا في العلم مع رسالة البيت ..
في ظل سيل الأخبار عن العقوق وجرائم الأبناء ..أين الحديث عن الصور الجميلة في البر؟!..أين الحديث عن البيوت الرائعة في تربيتها والتي خرج من محضنها قمم في الأخلاق والعلم والعمل .
نعم كم في المجتمع من أعمال ومشاريع استثمارية وتربوية وتعليمية ودعوية وخيرية الحق أنه يشار إليها بالبنان ..
لماذا لا يكون لها في مادة إعلامنا وأخبارنا نصيب وافر؟! ..
إني أجد أخبار هذه الدوائر الإيجابية قليلة في مادة إعلامنا وفي زوايا ضيقة ..ولا مقارنة بينها في العدد مع الأخبار السلبية .
فألا توافقني أيها القارئ الكريم أن الحديث عن الإيجابية والإيجابيون هي في الحقيقة إيجابية جداً نحتاجها .
فيصل بن عبدالرحمن الشدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الخرج
Alshdi3@gmail.com