احترم نفسك
احترم نفسك
إذا غلط عيك احد تقول له ( احترم نفسك ) !!!! وهي عبارة صحيحة ، لأن احترم النفس حتماً يؤدي إلى احترام الآخرين والذي يحترم نفسه ، يعرف حدوده ولا يتجاوزها ويحترمه الناس ، بعكس من يتلفظ بألفاظ سيئة ونابية ويسلط لسانه للسب والشتم واتهام الناس بقصد ومن غير قصد سواءً كان صحيحاً ما يقول أو مغاير للحقيقة . فعلى المرء أن يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير, قال صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش البذيء ) صحيح الترمذي. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه\" متفق عليه. حيث لا يتم الإسلام حتى يحب للمسلمين ما يحب لنفسه. ولا يتحقق ذلك إلا بسلامتهم من شر لسانه وشر يده. فإن هذا أصل الفرض الذي عليه للمسلمين. فمن لم يسلم المسلمون من لسانه أو يده كيف يكون قائماً بالفرض الذي عليه لإخوانه المسلمين؟ فسلامتهم من شره ألقولي والفعلي عنوان على كمال إسلامه.
تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم احترام الآخرين، وعدم نقدهم بطريقة فيها ذل وإهانة أو إراقة ماء الوجه أمام الآخرين، يحكى أن رجل أعرابي أتى للمسجد فبال! أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقتله ، فالرسول كان له رأي أخر تحدث مع الرجل بلطف، اقتنع الرجل، ولم يعاودها، ولم يكره أحدا من الناس، ولم يكرهه الناس، انتهت المشكلة، ذابت،حلها الرسول، وفهم الرجل.ويحكى أن رجلا أسود قليل الشأن في القوم كان يذهب للصلاة مع الصحابة، ولما غاب يوما سأل النبي عنه، تعجب الصحابة من السؤال، هم ظنوا أن لا شأن له ولا وزن بينهم ولا مكانة له ، النبي كان له حكمة أخرى ، لكي يتعلموا منه صلى الله عليه وسلم، ذكروا له أنه مات، سأل النبي عن قبره، ذهب فصلى عليه واستغفر له! ليس عجيبا أن يفعل النبي هذا فقد احترمه ميتا، ما بالك بالأحياء .ولذلك من المهم التعامل مع الآخرين وإشباع رغبتهم في أن نحترمهم و لا نؤذي مشاعرهم، ولا نقلل من قدرهم ومنازلهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس. كن للناس أقرب، وبهم أرحم .
فعلى المسلم أن يكون رحيماً متفهماً لحاجات ولرغبات الآخرين في الحصول على ( الاحترام المتبادل ) .
إلى لقاءً آخر
منصور القميزي