الجرح الأجنبي
كل يوم نستقبل أجانب من شتى الدول ونزداد ولعاً لطمر الوطن بهم , فيعثون في الأرض فساداً إلا من رحم الله وما أقلهم , في الجهة المقابلة نبتعث حفنة من أبناء الوطن ليدرسوا ومن ثم يعودون فمنهم من لا يجد وظيفة ومنهم من يجود عليه الحظ بها وما أقلهم .
معادلة ليست عادلة بكل المقاييس , خصوصاً إذا ما صدق القول بأن الكثير من العمالة التي نجلبها أصحاب قضايا جنائية ولم يكن قدومهم إلينا إلا تنفيذاً لحكم بالابعاد من حكوماتهم وواقعهم بيننا يؤيد هذا القول فهم خبراء في الجريمة والمحاكم تشهد .
مخلوقات عاشت في مجتمعات تسودها أنظمة وضعية لا تعرف لشرع الله طريقاً , فتربت على السرقة والقتل والعلاقات المشبوهة , وحين طفح بمجتمعهم الكيل من فسادهم رشحوهم ليكونوا المنقذ لنا في الشارع والبيت والمزرعة والسوق والمصنع بل والدوائر الحكومية , فجاءوا بأفكارهم الشيطانية إلى مجتمع يطبق شرع المولى عز وجل ويعيش على الفطرة السوية التي لم ولن تشوبها شائبة , فكانوا كالنار المضرمة في مكتبة تحوي أوراق العلم .
ليسمح لي الجميع في وطني بأن أقول : لقد استقبلنا من العمالة الأجنبية أكثر من المطلوب , فالخدمات المقدمة أقل من المتوقع بكثير , وإن استمر نزيف الجرح الأجنبي في البلد فسيتمخض هذا التواجد عن ما ذكره الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي ألا وهو تهديد هويتنا .
كم أحلم بأن تشترط وزاراتنا على كل صاحب مشروع بأن يدرب شاباً سعودياً ليكون مسؤولاً عن مشروعه بدلاً من ذوي الشعور الشقراء والعينين الزرقاوين , حتى نجد مشاريعنا الكبيرة تدار بفكر سعودي خالص , ولكن تحقيق الأحلام يحتاج إلى تعب .
وكم أتمنى بأن ترتب أوراق أصحاب البشرة السمراء القاطنين على الرصيف وتحت الكبري _ والذين أخذوا من صفات أبناء البلد الكثير _ ليتم استبدال العمالة المنثورة في الشوارع بهم , والتي تترك عملها وتتفرغ لغسيل السيارات وإلقاء السلام عشرات المرات في الدقيقة استجداء لعطف السعودي كي يمنحه المال , خصوصاً وأن هذه الفئة المخالفة لنظام الإقامة أصبحت واقعاً نعيشه ونتعايش معه , بل وأصبحنا نبادله الثقة رغم عدم شرعية تواجده , إلا أنه منفذ لما يوكل إليه من عمل باجتهاد وإخلاص متناهي وتكلفة أقل , ولا داعي لإنكار التعامل معهم , ولكن الأمنيات تحتاج لمعجزة .
أخيراً .. الشباب السعودي ثروة مهدرة , فهوقادر على القيام بالمشاريع وإنجاحها , ولكن المشاريع لا تستطيع القيام إلا على الأيدي العاملة الرخيصة !!
عبدالله الكناني