أبعتذر عن كل شي
بما أن أنماط التفكير عند الناس تختلف من شخص لآخر, فلا بد من أن تختلف وجهات النظر وردات الفعل كل يرى المسائل والأمور من منظار مختلف حسب طريقة تفكيره , سواء بين الأزواج أو الأصدقاء أو حتى الغرباء, وبما أننا عرب فدائما ما نعتقد من خلال حواراتنا أننا على حق والآخرون على خطأ حتى وإن تبين لاحقا محض خطأنا فإننا لانعترف بل نتجاهل ذلك ونبحث عن تبرير, وكأني بالمثل الشعبي يتجلى ( عنز ولو طارت ) . بسبب ؛ أننا لا نحاول الاستفادة من حواراتنا بقدر إثبات صحة آرائنا وتلميع أنفسنا وأننا نفهم كل ما يدور حولنا وكأن ما يدور صراع مع الذات لإثبات وجودنا . فنلاحظ أن كثير من الاختلاف في الرأي يفسد للود قضية ؛ لأننا نتشنج لوجهات نظرنا بحده بما يجعلنا نخطئ بحق من أمامنا وهم في الغالب الأقربون لنا ! (وسجل عندك موقف عدائي مجاني) فمن الطبيعي الاختلاف وأيضاً الخطأ فنحن بشر لكن لماذا نادرا ما نسمع آسف أو معذرة أو مرادفها كحقك علي أو امسحها بوجهي ؟ فكثير من المتصلين عن طريق الخطأ كمثال لا يكلفون أنفسهم عناء الإعتذار , ويكتفون بإغلاق الخط في وجه المجيب ! بل إن بعضهم يتأفف كونك لم تكن الشخص المطلوب! وفي اعتقاد الكثير أن في الإعتذار انكسارا لعزتهم وشموخهم وكبريائهم فيستحيون باعتذارهم ولا يستحيون من ذنوبهم , واعتقد أن سبب ذلك ؛ افتقادنا لثقافة الإعتذار الغائبة في علاقتنا الاجتماعية وما حقيقة الإعتذار إلا رجوع إلى الحق وسلوك حضاري وفضيلة تدل على الثقة العالية بالنفس . لذلك سأبادر بما أن يجف حبر آخر حرف من مقالي هذا بتقديم الإعتذار لكل من أخطأت في حقه أو أسأت فهمه , وأبعتذر عن كل شي وكلي ندم , لكنني سأستثني الهوى ! فما للهوى عندي عذر ؟
ومضات :
\"حين لا يدري البحار أي مرفأ يريد , فبالتأكيد لن تكون هناك ريح مواتيه\"
يقول معاوية - رضي الله عنه - : \"العقل مكيال ؛ ثلثه الفطنة , وثلثاه التغافل\" .
من الغريب أننا ندافع عن أخطائنا أكثر مما ندافع عن صوابنا .
...أسهل من الكذبة ... على شف الطفل
...فرقى الأحبه ياهوى
..أحلى من الحلم اللي ودي لو كمل
.. كانت ليالينا سوى
بدر الغملاس