ندو خدوج وسارونه اف ام
مر أثيرنا الإذاعي بمراحل عديدة فبعد أن كنا نستمع لإذاعاتنا في أوقات معينة
وإذا أردنا أن نستمع إليهن نبحث عن المكان المناسب في المنزل
لتصل لنا تلك الموجة المشوشة بفعل الإرسال الضعيف
وقد تصل إلينا وقد لا تصل وتضطر في أغلب الأحيان لرفع (الأنتل) وتحريكه تارة
ناحية اليمين وتارة نحو اليسار على أمل أن تلتقط موجة الإذاعة
لتبحر في بحرها المليء بالتشويش الصوتي
في تلك الفترة كان البث مقتصرا على الإذاعات الحكومية
تطور الوضع بعد ذلك وسمح لبعض الإذاعات أن تبحر في أثيرنا الصوتي
وقد فتح البث للإذاعات الخاصة وقد احتكرت مجموعة ام بي سي موجات الأثير السعودي
لسنوات عديدة وللأسف أن هذا الاحتكار لم يكن مفيدا
لأن بث إذاعة ام بي سي وبانوراما كان فقط على الرياض والمدن الرئيسية في المملكة
وليس كلها طبعا مما جعل الاستفادة من أثير تلك الإذاعات شبه معدوم لأغلب
سكان المملكة لغياب الأثير عن أغلب المدن السعودية
مع العلم أن (الأنتل) في بعض المدن لا يزال له الدور الفاعل في التقاط
موجة الام بي سي العاتية
أما الآن فقد تسارعت الموجات وأصبحت هادئة ورائعة وواضحة المعالم
افتتحت العديد من الإذاعات التي لم تجعل ام بي سي لها في القمة أي محل
فهانحن نستمع لأربع إذاعات جديدة انتشرت في المملكة بسرعة الصاروخ
واحتلت مكانة لم تحتلها الام بي سي منذ سنوات
ولكن
المتابع لتلك الإذاعات والباحث عن الفائدة ولبالغ الأسف
لا يجدها فقد تحولت تلك الإذاعات إلى غنج وغزل علني
وكأنك تتحدث مع فتاة على هاتفها الخاص وليس على أثير
يستمع إليه العديد العديد من الناس فنغجها وضحكاتها ورمنسيتها المبتذلة
تشعرك أن هذه الإذاعة ليست إلا مجرد مكالمة بين فتاة وشاب على علاقة حميمية
وليست إذاعة وضعت ليستفيد منها الرجال والنساء في عامة أرجاء الوطن
للأسف أيها الأعزاء إذا أرادت إحدى الإذاعات أن تشتهر فعليها أن تستأجر مذيعة
أو اسمحوا لي أن اسميها مغازلجية لكي تنجح إذاعتهم
فمن ضحكات ومن غنج ورومنسية مبتذلة إلى
دعوة على عشاء أو غداء ومواعدات في مطاعم معينة
وللأسف الكنترول يدع المجال مفتوح لأولئك لكي ينثروا
تفاهاتهم على أثير إذاعاتهم التي من المفترض أن تفيد المجتمع
صدقوني أصبح أغلب المستمعين يتابع تلك الإذاعات من أجل غزل ندو
أو من أجل غنج سارونه أو من أجل دلع خدوج
وإن كان طافها الركب في الدلع
انصح القائمين على الإذاعات باختيار المذيعين والمذيعات
الذين يقدمون الشيء المفيد وليس المذيعين والمذيعات الذين يجعلون من
إذاعاتهم غزل وقلة حياء
أعجب حينما تكون الفتاة سلعة إعلامية وتجبر على استخدام الغزل والغنج
ألم تعلم تلك المسكينة أن خلفها أهل ألم تعلم أن سمعتها كالزجاج ألم تعلم
أن خلف تلك الراديوهات ملايين الشباب ينظرون إليهن على أنهن ساقطات
أنا في هذا المجال أشيد بمذيعات لم يتجهن لهذا الطريق بل جعلن ثقافتهن العالية
واحترام سمعتها وسمعة أهلها فوق كل اعتبار
**خالديات**
ستتغلب الثقافة والاحترام على الغنج والغزل وسيعلم أولئك أن ما يفعلونه
سيدمر إذاعاتهم ولن يسير بهم إلى طريق الجماهير
تحيتي للجميع
خالد عكاش العنزي