شخصية العداد
تغدق عليك الكثير من الهدايا..ولا تغفل أن تنسب لنفسها الكثير من السجايا,تبادر في مد يد العون لك ولا تتأخر في فرض أوامرها عليك,تذكرك دوما بأنها تغاضت عن الكثير من زلاتك على الرغم من أنك أغمضت عينيك عن الكثير من كبائر هفواتها,تضخم من شأنها كثيرا وتقلل من حجم الآخرين مرارا.تتوهم بأن كل ما تقدمه لغيرها ما هي إلا حسنات غطت من عظمها أكتاف أصحابها.
تشك بأن ما تقوم به واجب فرضه الرب على ضميرها وتؤكد لذاتها عند فجر كل يوم بأنها وحدها من اجتباها الجبار لمساعدة الفقراء الأبرار,مشكلتها أنها تعتقد بأن وحدها النهر العذب الذي يشرب منه أبناء المدينة,أما مصيبتها فإنها لا تميز بين واجباتها و إكراميات عطاءاتها .تشعر بالغبن والظلم كل لحظة لمساعدتها غيرها,تراودها الأحزان وشتى الآلام كلما استعادت بذاكرتها جل مكارمها على من حولها.
لا تتأخر في تعداد أفضالها التي هي حقيقة جزء من واجباتها على كل من تظن أنها تكرمت عليهم بعطائها.تنتظر كل الفرص للإعلان عن مواقفها الشجاعة تجاه من عرضت عليهم يوما مساعدتها.تمن على الآخرين تعاملها الجيد معهم وتتناسى بأنه من أقل واجباتها تجاههم,تضع في دهنها مفكرة تملؤها كل يوم بأجندة أسماء من ساعدتهم ومن هم ينتظرون شيئا من أفضالها.تعتقد بأن كل ما يفعله الآخرين مجرد جزء واجب عليهم تجاهها,تتوهم بأن كل صنيعها لمن حولها هو في الأساس قطرة من بحر جمائلها.
تمد يد العون باليمنى,وتجعل جل الحساب والعد على اليسرى ,بالقلم والمسطرة..تحسب كل ما قدمته لك من أعمال وتنسى أن أجرها على الرحمن أعظم وأسمى من تعداد مكارمها على عباده.
لا تخجل من دلها غيرها,ولا تتأخر في اهانة من هم بحاجة إليها.
ربما نجحت في أداء واجبها على مضض ولكنها للأسف فشلت في كسب رضا الرب وحب عباده.
نورا الحناكي