لعبة القط والفار
لعبة القط والفار
إن قاعدة الغرب المشهورة ( نحن ليس لدينا أصدقاء , إنما لدينا مصالح),
يجب أن تبقى أمام كل من يريد أن يحلل أي موقف للدول الغربية في تعاطيها للأحداث في المنطقة،
عندما بدأت ثورة 17فبراير , كان الجميع يتوقع أن ينتهي نظام القذافي في أقل من أسبوع,
وكان الثوار يتقدمون بسرعة مذهلة حتى أصبح الشرق الليبي بأكمله في أيديهم,
وكان الثوار يرفضون أي تدخل خارجي ويتوعود بأن من يدخل فستكون ليبيا عمر المختار هي مقبرته,
وبحسب الدراسات الغربية , رأى الغرب أن الكعكة الليبية لن ينالهم منها شيئا إذا استمر الوضع على
ماهو عليه , وأكدت دراساتهم بأن نظام القذافي قد انتهى,
فرأوا من المناسب قلب الموازين لصالح القذافي
وجعل هؤلاء الثوار يستغيثون بالغرب لإنقاذهم من بطشت القذافي ,
فيستفيدون من كلا الطرفين , يستغلون ثروة القذافي حاليا ثم بعد ذلك يكملون أكل الكعكة الليبية على حساب الشعب الليبي,
ورأت فرنسا أن من المناسب لها أن تستأثر بالأمر وبمشاركة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية , ورفضت تماما قيادة الناتو للعمليات العسكرية ,
ولكنها أصدمت بالرأي الأمريكي الرافض لذلك والباحث عن تحسين صورته لدى العرب , فأجبر الفرنسيين على قيادة الناتو , وأشرك العرب ( قطر والإمارات) في العمليات العسكرية ,
فشاركوا و أتاحوا الفرصة لدعم نظام القذافي جوا وبحرا وبرا , حتى أصبح القذافي قاب قوسين أو أدنى من عاصمة الثوار بنغازي ,
فارتفع صوت المستغيثين المطالبين بسرعة التدخل الدولي
وهنا تدخل الغرب لينقذ المدنيين ويدعم الثوار!!
الغرب لن ينهي نظام القذافي بهذه السهولة , فالكعكة كبيرة جدا , يحتاجون لمدة طويلة , حتى يهضمونها جيدا,
وسوف يلعبون مع القذافي والثوار , لعبة القط والفار
وفي النهاية نقول اللهم احقن دماء المسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين.
عبدالرحمن المقيبلي