عندما نغفل عن أنفسنا

عندما نغفل عن أنفسنا(يا له من ثقيل)(يا لها من حاقدة),(كم من القبح تحمله خصاله)(لقد سمعت كثيرا عن سوء خلقه)(يقال عن فلان بأنه مقصر في عمله,أما فلانة فهي اخطبوط في علاقاتها,(لقد عاشرت سارة ما لا يقل عن أسبوعين ولكن اكتشفت من مساوئها ما هو كاف لمخزون قرن آت),أما محمد فهو كسول في طباعه,لنترك الحديث عن مازن,لأن وقاحته لا يكفي يوم كامل للحديث عنها,داك أناني,تلك عجوز شمطاء,هدا يتسلق على أكتاف غيره,س أقيل من عمله بسبب كثرة اختلاساته...نقصد في أحاديثنا الكثير من التفاصيل,نتطفل على حياة غيرنا,نرغم أنوفنا التدخل فيما لا يعنينا,نجعل من أنفسنا قضاة ونتعمد الحكم على غيرنا,لا نحتاج إلى سماع شهود أو نستند على أدلة تبرئ أو تدين المتهم التي لازالت قضيته في ملفات ألسنتنا,نبدل قصارى جهدنا في تأكيد الإشاعات التي حلقت في سماء أحاديثنا,نتوهم ثقتنا بألسنتنا لدرجة تصديق رأينا والعمل على ما تفرضه علينا فراستنا أو حتى مشاعرنا التي هي في أغلب الأحيان تخون مصداقيتها.نبدأ من حيث انتهى الآخرون.نسلط شرار أعيننا على من نعتقد بأننا أفضل منهم ولكن في الحقيقة نحن أسوأ مما يعتقد غيرنا فينا,ننتهك حرمات الآخرين كما نريد,نعتقد ايجابياتنا وشمولية تفكيرنا وتواضعنا وطيبتنا ونغفل أننا نحن فقط الدين حكمنا على أنفسنا ونسبنا لها تلك الايجابيات,اجتهدنا في البحث عن قصور غيرنا وغفلنا عن أنفسنا.
رجاء:لنرمم ادواتنا ونهتم بتصليح حالنا أولا قبل أن نهدم بنيان غيرنا.
لنسأل أنفسنا:كيف نفرض على الآخرين إعادة بناء دواتهم بالطوب المسلح ودواتنا تسكن العراء.
نورا الحناكي