الكلمة الضافية
في كلمته الضافية أمام مجلس الشورى أضاف الملك عبد الله بن عبد العزيز أثرا من مآثره العديدة تجاه مواطنيه ووطنه وبكل عفوية صادقة معبرة عن حالة الصفاء والنقاء التي يعرفها الجميع في هذا الرجل،والذي يتحدث من القلب ويصيب في نفس الوقت القلوب جميعها، ألا أنني أود في هذه العجالة :»أن اقرأ تلك الكلمة التي استعرض من خلالها العاهل السعودي العديد من القضايا:
ابتداء من سعي المملكة لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة مرورا بالمسؤولية المشتركة.
وادراك الجميع بأن الكلمة اذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات والهمز و اللمز واطلاق الاتهامات جزافا،كانت معول هدم يستفيد منه الشامتون بأمتنا.
وهذا لايعني مصادرة النقد الهادف والبناء.
ووصولا لدفاع الأمة عن حقوقها وتبني المملكة للقضايا العادلة.
كذلك عرج جلالته في كلمته الضافية على أهمية السلام بين الشعوب والامم،فالملك يبين من خلال رسالته تلك للشعب ومواطنيه انه هو المعني الأول ببناء الانسان وبناء الوطن.
فالتنمية في عقل وقلب مليكنا تنبع من اعتبارات تخص الواقع الاقتصادي والاجتماعي.
فمن منطلق الواقع التاريخي المعاصر والذي يعتبر المعركة هي معركة الدفاع عن الوجود وبما تقتضيه تلك العملية من تطوير أساليب تحقق رفاهية الإنسان واللحاق بركب التقدم والاستفادة من معطيات التكنولوجيا المتطورة والتي تحرر الانسان من حيث استيعاب نماذج التطور لاتكون مغايرة لظروفه المتميزة وتكون اكثر ملاءمة لواقعه الاقتصادي والاجتماعي بحيث يصبح المواطن وعن طريق اعطائه المزيد من فرص الابداع والابتكار هو المؤثر والمتحكم في العملية الانمائية التي تعود عليه بالنفع ولاتجعله عبدا لها وأداة كما هو الشأن في بعض المجتمعات الغربية المغايرة».
ويبقى ان اقول ايها السادة:» بأن «السلام» بين الشعوب وهو مشروع الملك عبدالله الذي بذل في سبيلة الكثير من الجهود الحثيثة والذي تمخض عن ترحيب العالمين العربي والغربي هو المشروع الحقيقي والذي سيحقق السلام شكلا ومضمونا، كما أن الوعي بحقائق العصر هو وحده الذي جعل مبادرة العاهل السعودي للسلام ترتقي لمستوى الضرورة التاريخية والتي تؤثر في الأحداث بصورة ملموسة،كما ان المنطلقات الفكرية والسياسية والاستراتيجية التي اعتمدها الملك عبدالله كانت في مستوى الاستيعاب الموضوعي لحقائق العصر في انعكاساتها على منطقة الشرق الاوسط،فقد تطور النزاع العربي الاسرائيلي عبر مراحل شتى،لكل واحدة منها سماتها وخصائصها التي لايمكن القفز عليها،وكل مرحلة أسهمت في بلورة وعي تاريخي محدد كان استجابة لمتطلباتها،فمن المواجهة العسكرية في حروب متوالية كانت لها نتائج وانعكاسات متباينة الى المواجهة الاقتصادية التي ادارتها المملكة في حينها وبقوة عن طريق استعمال النفط مباشرة بعد حرب 73 من اجل اشعار الرأي العام الدولي بعدالة القضية الفلسطينية والعربية والاسلامية الى المواجهة الدبلوماسية والتي اعتمدتها المملكة كأسلوب رصين من خلال الحوار العربي الاوروبي،ومن خلال المنظمات الدولية والاقليمية والتكتلات الاقتصادية،تدرجت قضية الصراع العربي الاسرائيلي عبر محاور مختلفة كان من الضروري حسمها بسلاح جديد لم تجربة الامة العربية والاسلامية،ذلك السلاح الذي تهابه اسرائيل وتتهرب من مواجهته الى الامام كما اكدت ذلك ردود الفعل المختلفة للكيان الصهيوني تجاه مبادرة الملك عبدالله والتي اضفى عليها الاجماع العربي صبغة المبادرة العربية.
سامي العثمان