يا أخت خالد .. وزوجه
ليس منا إلا وتذوق مرارة الفقد ولسعته حرارة الرحيل .. فكم من الأحباب ودعناهم .. كم بكينا .. كم شربنا من كؤوس الوداع المر وتجرعنا علقمه !
يا أخت خالد .. هذه هي الدنيا نزول فارتحال وكأنما دخلناها مع باب وخرجنا من الآخر فلا تحزني .. لا تحزني لأن رحيل خالد لم يكن مراً عليكم فحسب بل شارككم أحبابه وبكوا عليه مثلما بكيتم وتجرعوا معكم مرارة الرحيل ودموع الفقد .
يا أخت خالد .. رحيله كان رحيل جسد وإلا فانظري كم من الأحبة شاركوكم واعترفوا بأنه باق في قلوبهم .. في عقولهم .. في أماكن اللقاء والعمل !
يا أخت خالد .. فجيعتك في رحيله وعبارتك ( كان واصل واصل يا عزيزة ) ترددت في ذهني كثيراً وكلما خبت توقدت عبارتك الثانية ( كان بار بأمي ) يا الله .. ما أجمل أن تعدد محاسن المرء ومناقبه في وقت هو أحوج للذكر للحسن فما هذا الكم الهائل من الحب لأخيك ولا هذه الدعوات إلا شهادة من الناس له فالناس هم شهود الله في أرضه فاحمدي الله ولا تجزعي .
يا أخت خالد .. رحيله ليس هو النهاية بل هو بداية مشوار آخر لك لأخوتك ذكوراً وإناثاً لتكملوا مشوار ( البناء ) ورعاية الأبناء فلتكوني أقوى فربما احتاجك غيرك ليستمد قوته منك بعد الله فلتثبتي يا غالية .
يا زوج خالد .. يا رفيقة دربه ومشواره .. يا من كتب لك أن تكوني في موقف صعب إلا على من ثبته الله تأكدي أن الله حكيم ما كتب ما كتب إلا لحكمة وما قدر رحيله إلا لخير وكم من الأمور نحزن منها ولأجلها متناسين أن كل شيء عند علام الغيوب بمقدار .
يا زوج خالد .. أعلم أنه من الصعب عليك النسيان ولملمة جراحك ولكن ثبتي قلبك بالصبر ولتعلمي أن القادم من الأيام ـ إن كتب الله لنا عمراً ـ ستكشف لك عن الجميل في الحياة وتنظري بنفسك كرم رب العالمين فالله الله بالصبر والاحتساب وأكملي مشوار رعاية صغارك بقلب مطمئن راض بقضاء الله وقدره ولا تحملي هماً فالله لا يضيع أجر أحد ثم ليسعد قلبك فلدى صغارك أعمام شهد لهم الجميع بحبهم لهم ومساعدتهم للآخرين أفلا يكونوا عوناً لمن أحبوه وبكوا فراقه ؟!
يا أخت خالد .. يا زوج خالد .. يا أخوة خالد وأحبابه .. اصبروا واحتسبوا وأحسنوا الظن بالله الكريم لا حرمكم الله رؤيته والاجتماع به ووالديكم وأحبابكم في الفردوس الأعلى .
عزيزة القعيضب