أبيحووه فأنه خالد ..
أرحل خالد فأن ذلك وعد الرحمن لعباده ( كل من عليها فان ) ...
أرحل يا خالد فأننا بك لاحقون لا محالة ..
أرحل ولا تخف ولا تحزن فأن لك رباً رحيماً يغفر الذنوب جميعا.. وأن لك أخوان و اصدقاء واقارب محبين لك من قريب ومن بعيد سيدعون لك بعد الرحيل .. ذلك أغنى وأثمن ما يرتجيه العبد بعد مماته .
خالد .. كنت طيب القلب .. كنت وفياً مع القريب والصديق والبعيد فكان أثر ذلك في أن ذرفت أعين الرجال والنساء دموعاً حزناً وفراقاً عليك .. نعم ذرفت عيناي معهم لفراقك .. رغم أنني لم أصاحبك كما صاحبك من صاحبني . لكنني منه عرفت ما لم أعرفه في كثير من البشر .. طيب القلب ووفياً وصادقاً وأميناً ومخلصاً .
أرحل خالد ولا تخف ولا تحزن على طفل لك تركته أو زوجه رحلت عنها أو أبن شاب لك كنت تطمح أن تقدم له مستقبلاً مشرقاً فأن الله كفيل بهم وهو مولاهم ونعم المولى ونعم الكفيل .. وأن من وراءك أخوان يفتخر الجميع بأخوتهم ..قادرين على أن يحملوا الامانة .
قادرين على الوفاء ؟ ... نعم يا خالد .
قادرين على حمل الامانة؟ ...نعم يا خالد
فما رأته العين وسمعته الاذن حول قبرك وقت دفان جثمانك من أخوانك لأقسم بالله أنهم قادرين..
فهل لك يا خالد الآن أن لا تحزن ولا تخف ؟
خالد .. هل تسمعنى؟ أترك الحزن لنا لفراقك واترك الخوف لنا من عجزنا عن الاستعداد لهذا الرحيل الذي إليه سبقتنا به يا خالد .
فأحياناً قد يحدث نقاش حاد فتخرج بعض الالفاظ التي قد تجعل احد الاطراف غاضباً ، قد يصل به الامر إلي درجة ( حاقداً ) ،وهذا ما لا ينبغي أن يكون.
ولكن لنفترض أنه وقع وحدث ، أليس علاجه الاعتذار والتسامح و الذي بحق يطفيئ ذلك الغضب ويزيل ذلك الحقد ( أعاذنا الله منه ) ؟.
في الاعلام حدث ولا حرج في هذه الجزئية وهي الاخطاء في حق الاخرين ولذلك أتذكر موقف للكابتن ماجد عبدالله لاعب النصر السابق الذي ذكر في احد البرامج بأن احد الاشخاص جاء إليه وطلب منه أن يعفو ويصفح و ( يبيح ) عن أخوه الاعلامي الذي وافاه الأجل ( ......) عن كل كلمة كان قد كتبها في حق ماجد ، فيها من الاساءة المباشرة وغير المباشرة . حيث كان ذلك الكاتب الاعلامي يشن هجوم لاذعاً في مقالاته ( عفى الله عنه ورحمه ) .
فما كان من ماجد عبدالله إلا أنه عفى واصفح ( وأباح ) ذلك الاعلامي ( رحمه الله ) عن كل حرف كتبه في حق ماجد .
اليوم ومن هذا المنبر أطالب الجميع بأن يصفحوا ويعفوا و ( يبيحوا ) أخونا خالد القحطاني عن كل ما فعله تجاههم بقصد أو بغير قصد . وأني على يقين بأن كل من أخطاء في حقه أي شخص كان هو قادراً على الصفح والتسامح والعفو .
وأني ويشهد الله على ذلك أنني قد سامحت وعفوت عن كل من تحدث في ظهر الغيب عني أو اساء لي في موقع أو منتدى أو في مجال عملي أو أي لفظ أو همز قصد به شخص .
وأن خالد سيكون بحق خالد في ذاكرتي وما له مني سوى الدعاء له ليلاً ونهار ولسائر موتى المسلمين والمسلمات .
الوفاء الذي شاهدته من أصدقاء الفقيد خالد ( يرحمه الله ) لدليل على أن هذا الرجل والشاب كان على خلق عظيم
احمد مشافي
رئيس تحرير صحيفة المجلس الرياضي