خفافيش الظلام
لستُ أعرف ما الذي يُريده هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم مُطالبين لبعض الحقوق باسم الشعب؟
إننا والحمد لله بألف خير ونعمة ويعلم الله أنني لم أكتب هذا الكلام إلاّ من أجل أن أقول كلمة حق
إن الملك لم يتردد في إصلاح البلد وقد حدثت نقلة كبيرة جداً خلال السنوات الأخيرة من تطور وخدمات
صحيح أننا نُعاني من الفساد الإداري ولكن تباشير الخير قادمة بإذن الله
فالآن الدولة ستفرض رقابة وستضع حدوداً لكل من تسوّل له نفسه سرقة الأموال العامة
انتظروا قليلاً إنها مسألة وقت فالإصلاح لا يأتي دفعة واحدة .
كل من أراد أن يخرج عن النظام فليرى ماذا حل بالدول التي خرجت وتظاهرت وفعلت ..
لقد ذهب ضحايا كُثر وفُقد الأمن والأمان وأصبح الكل خائفاً يترقّب مُصيبة قادمة
بين طُرفة عينٍ وانتباهتها أصبحت البلد بلا نظام بلا رقابة بلا قوانين , والكل بدأ ينهش بمن حوله
تعالوا معي لنلق نظرة بسيطة على واقعنا .
ألا يذهب الرجل في سفر أو مهمة ويترك أهله آمناً عليهم ؟
ألا تشعر المرأة أنها بين اخوتها حين يعترض لها عارض بالشارع ؟
قولوا لي ....
إنني لا أتكلم من فراغ وأقسم بالله أننا بأمان واطمئنان ... يكفي أن الجار لو طرقت بابه لأخرج عياله
من أجلك ...
أنا لا أدّعي المثالية ولا أرفع مجتمعي إلى مراتب المثالية الأفلاطونية ولكن الأغلبية
في كل مكان بالعالم فيه الصالح وفيه الطالح وفي كل بلد فيه مفسدين ومُخربين وهذا الشئ موجود من عهد أبينا آدم
واختلاف طبيعة البشر سنة كونية . قال تعالى في كتابه الكريم :
( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مُختلفين) هود أية 118
إذن اختلاف طبائع البشر منذ الأزل , ومن هو غير راضٍ عن الحكومة فهذا شأنه هو ولا دخل للآخرين به وهو يُعبّر عن
نفسه وعن رأيه الشخصي , ولا يمت بصلة لآراء كافة الشعب .
لا يبتلعكم طوفان الحماس وزلزال الغضب وتندفعوا مع تلك التي سمحت لأيدٍ خفية تديرها في الظلام كما الخفافيش !
إن الخروج عن نظام البلد والخروج على الحاكم والمسؤول سيؤدي إلى حدوث كوارث على مستوى كبير جداً
سوف يخل بأهم نعمة أنعم الله بها علينا وهي نعمة الأمن ...
تخيل معي أيها القارئ حين تشعر أنك مُهدّد بين لحظةٍ وأخرى بالطرد أو القتل أوالتشرد ..
لا أبالغ ولا أقول أنني مُتشائمة ولكن إن حدث شئ مما نخشاه فقل على نفسك السلام ..
تأكدوا أن الإصلاح قادم وأن الخير قادم ... وأن التغيير سيكون بقوة الحق والعدل لا بقوة الصراخ والمظاهرات
هل بات الأمر مجرد موضة تمر على دول العالم !!
وأنتم مع الخيل يا شقراء !!
لا أريد أن أقول أن هناك من يتمنى أن تزول نعمة الأمن والأمان في المملكة من أجل أطماع سياسية واقتصادية
واجتماعية , وكلنا يعرف ما الذي يُريده هؤلاء ...
فأرجوكم لا تدعو خفافيش الظلام تعبث بعقولكم ...
حفظ الله بلادنا من كل شر ..
اللهم آمين
فوزية فواز ـ الخرج
1 / 4 / 1423هـ