عجوز البحر الأحمر......آه ياجده
بسم الله الرحمن الرحيم
حاولت أن أعتصر ما تبقى لي من ذاكرتي علها تستجديني نفعاً ، أو أُسمع بها أذناً ،أعتصر قلبي ألم الفاجعة ، وأثقل فكري زخم الكارثة
نعم .. سوف نعيد الكلام ونحوم ونعيد ونزيد فيه أيضاً ، فما حصل الأربعاء الأسود لأهلينا وأحبتنا في محافظة جدة الحبيبة (عروس البحر الأحمر) والتي شاخت وأرهقتها الأيام وأثخنتها الجروح فصارت (عجوز البحر الأحمر) بعد السيول الجارفة التي داهمتهم في حين غرّه ، لابد من الحلول الجذرية والبدء السريع ، والأهم لابد من معاقبة المتسببين ، ومن التشهير بهم ، ومن تجميد أموالهم وجعلها تصب في بيت المال ، لابد من تعزيرهم ، لا بد ولا بد ، لأن هذا هو أقل ما يكون أو أقل واجب من المفترض أن يكون
وبمقارنة أفعال أولئك الذين نسوا حق الله عليهم ، واستباحوا أمانة الله عليهم ، أولئك الذين خانوا العهود ، ونقضوا المواثيق والوعود ، بأولئك الإرهابيين الذين أفزعوا الآمنين ، واستباحوا دماءهم ، أولئك الضالين ، ألم يعلن عنهم وذلك لخطرهم على الدين ، الوطن ، والمجتمع ، ألم يقام الحد عليهم وذلك لقتلهم الأبرياء ، وهتكهم لستر الله المرخى على عباده ، ألم وألم وألم .. أسئلة كثيرة ...
الخونة المتسببين في كارثة جدة أليس من الأولى أن يفعل بهم مثل ما فعل بأولئك المجرمين؟؟ أليسوا بالإرهابيين حقاً ؟ أليسوا هم من روع الآمنين ؟ وأبكوا الأطفال والأمهات ؟ وقتلوا أحلام الكثيرين والكثيرات ؟ أليسوا من استغلوا أموال الدولة وثقتها الموكلة إليهم وصرفها في غير محلها ؟؟ وذلك من إنشاء مشروعات وهمية ، واستنزاف للممتلكات ؟ أليسوا هم من أقام المخططات سواء كانت عشوائية أم ليست بعشوائية ؟ أليسوا هم من أنشئوا السدود الاحترازية والتي لم تستطع الصمود لسويعات أو أقل من ساعة ؟ أليسوا هم من شيدوا وحفروا الأنفاق والتي تضحي أحد أكبر مستنقعات ومسابح العالم المكشوفة في غضون ساعات المطر ؟ والتي أرى أنها من أنسب الأماكن لاستجمام الحيتان وبعض التماسيح ؟ أليسوا هم السبب الرئيسي للوفيات والنكبات والملمات والفاجعات ؟ ألم يثخنوا جروح الآمنين ؟ ويزيدوا من آلام المساكين ؟
إلى ملك القلوب ، إلى حبيب الشعب ،الرجل المحبوب، إلى الأب الحاني الملك عبد الله بن عبد العزيز ، إليك رسائل الاستغاثة بعد الله ، إليك اتجاهات أبناءك المواطنين والمقيمين ، فبك الأمل بعد الله وقيادتكم الحكيمة ، أن تصلحوا ما فسد ، أن تحاسبوا من قصّر وتهاون ، أن تضربوا بيد من حديد كل من تسول له نفسه بالعبث بأمن ومقدرات الدولة الكريمة ، أنتم يا مليكنا من لهم الأيادي الطولى في حل النكبات على الشعوب ، وأنتم من لهم الأيادي العظمى في إنقاذ الكثيرين ، وأنتم أبرز شخصيات العالم في مجابهة الخطوب بل ومن المتمرسون في مواجهة الصعاب والعصاب.
مليكنا .. نخشى أن تختفي جدة من الخارطة ! أو أن تصل من رحلتك العلاجية وتجدها مدينة خالية من أهلها وخاويةٌ على عروشها ، وأن تضحى مدينة سالفة الذكر ، نخشى أن لا يجد أبناؤها مأوى إلا الأرض التي منها خلقوا وأن لا يلتحفوا إلا غطاء السماء عليهم ، نخشى تفاقم الأمر وظهور الأمراض ، نخشى من أولئك المفترسون أولئك المسئولين الذين لم يراعوا حق الله عليهم ، والذي من الأجدى أن لا يرعوا ذمة البشر التي هي أدنى من حق الله ..
نرجوك أن تلتفت إليهم وأن تصفع جميع الخونة وأن تضرب بيدٍ من حديد من كبيرهم إلى صغيرهم ، وأن تجعلها محاكمة علنية صريحة ، لتشفى صدور المنكوبين ، المكلومين ، الحائرين ، الذين هم في عدلك طامعين.
أ/ علي بن رزق الله الزهراني
المنسق الإعلامي بمدرسة زيد بن الخطاب الابتدائية