غيروا الجمهور
الاتحاد السعودي لكرة القدم جرب تغيير المدربين أكثر من 30 مرة دون أن ينجح في وقف إخفاقات المنتخب السعودي، كما أنه جرب أيضا تغيير اللاعبين في جميع المراكز دون فائدة، وغير اللجان الاستشارية الأجنبية التي يلجأ إليها بعد كل هزيمة مدوية دون أن يصل إلى نتيجة، لذلك أقترح على مسؤولي الاتحاد أن يغيروا الجمهور السعودي كي تنتهي المشكلة من أساسها.
المسألة في غاية البساطة حيث يمكن استقدام 20 ألف مشجع من شرق آسيا يتم تدريبهم على ترديد أغنية: (جاكم الإعصار ما شي يعيقه) وينتهي الأمر، ولا أظن أن هذا العدد من الجماهير الخضراء سوف يخل بالتركيبة السكانية حيث يقارب عدد المقيمين الأجانب ثمانية ملايين نسمة ما يعني أن رقم هذا الجمهور المستورد لن يؤثر على المجموع الكلي.
أما عن الجمهور السعودي الحالي فهو بلا شك سوف يتقبل الأمر الواقع بعد أن أثبتت الأيام بأن هذا الفريق يخص مسؤولي الاتحاد ولا يخصهم، كما أن في ذلك فائدة عظيمة لهم حيث ستنخفض معدلات المصابين بأمراض السكري والضغط والتهاب المرارة بين صفوف المواطنين وتنتقل إلى الأشقاء الآسيويين!.
ما هو العيب في اتخاذ مثل هذه الخطوة؟، أنا شخصيا لا أرى أي بأس في أن يكلف الاتحاد السعودي لكرة القدم الكابتن فهد المصيبيح بالسفر إلى مانيلا أو جاكرتا أو مومباي واختيار المشجعين (على الفرازة) بعد دراسة انفعالاتهم وطريقة تقبلهم للهزائم، مع تقديم دورات مكثفة لهم لفهم الخطط والدراسات التي أعدها الاتحاد السعودي لكرة القدم لكل مشاركات الأخضر من هنا حتى عام 2030 حين يتولى الكابتن ناصر الجوهر مهمة تدريب المنتخب بعد طرد المدرب الأجنبي الذي سوف يتسبب في هزيمة المنتخب السعودي أمام نيبال وتكليف لجنة استشارية تضم خبراء من فرنسا وإسبانيا لوضع خطط جديدة تمتد حتى عام 2060.
ومن الضروري أن لا تعرف جماهير الأخضر (المستوردة) شيئا عن تاريخ هذا الفريق الكبير كي لا تتساءل عن الأسباب الحقيقية التي جعلت فريقا حمل كأس آسيا ثلاث مرات وحل وصيفا ثلاث مرات يخرج من البطولة الآسيوية قبل خروج الهند!.
وحبذا لو تم أيضا استيراد مجموعة من الصحفيين والمحللين الرياضيين المتفائلين الذين يرون في الهزائم دروسا للمستقبل وينظرون إلى الإخفاقات باعتبارها فرصة رائعة لمراجعة الذات ويبررون السقوط المريع بعوامل الجاذبية الأرضية، ستكون هذه الخطوة مكملة لخطوة استيراد الجمهور، خصوصا أن الكثير من المحللين والصحفيين الرياضيين السعوديين اليوم ــ هداهم الله ــ يتحدثون بعد الهزائم بألم شديد وينتقدون أداء المنتخب وهذا تدخل سافر في شأن لا يعنيهم وتطفل على موضوع لا يخصهم!.
المشكلة الوحيدة في هذه الفكرة أن المشجعين الآسيويين يمكن أن يهربوا من كفيلهم (اتحاد كرة القدم) ليعملوا حلاقين وسائقين بصورة مخالفة لنظام الإقامة مثلما يفعل أغلب العمال في هذا البلد وإذا سألهم أحد عن أسباب هروبهم يقولون: (هذا كفيل .. مافيه كويس)!.
خلف الحربي