مبروك الزيادة
انقلبت الدنيا رأسا على عقب بعد خبر ارتفاع نسبة الجرائم بالخرج إلى 1447% والتي ناقشها مجلس الشورى وأخذ البعض يلطم ويندب حال الخرج , والكثير وقف مشدوهاً أمام هول الخبر , ولكن سرعان ما نفى مصدر مسؤول في هيئة التحقيق والادعاء العام ذلك , فالنسبة لم تقارن بين مدتين متساويتين وكانت النسبة الصحيحة لارتفاع الجرائم بخرجنا 21% فقط لا غير ..
شعرنا بعدها بركود في الاهتمام بالموضوع وكأن الـ 21% كانت زيادة برواتب موظفي الخرج وليس الجرائم , بل سمعنا من يقول الحمد لله بأن النسبة 21% .. . أليست بارتفاع ينذر بخطر يقرع أجراساً مزعجة !!
حين الحديث عن نسبة الـ 21% يجب علينا أن نتناسى ما ذكر سابقاً حتى لا نعقد المقارنات ونخفف من وقع الكارثة فالموضوع يبقى زيادة , بل زيادة لا تبشر بخير , والأدهى والأمر بأن الزيادة مستمرة , وما تم تكذيبه هذا العام سيأتي عام قريب ليثبته إذا طال تجاهلنا لها , فسرقة السيارات لازالت في تسابق مع أعداد العاطلين والتفحيط هو المأمول , والمضاربات الجماعية ثبت لها مجموعة من أبنائنا حصة ثامنة في الجدول الدراسي هذا إن لم يتم تبديلها بحصة متقدمة لتنفذ داخل المدرسة , وإجازات آخر الأسبوع نسهرها رغماً عنا على أصوات إطلاق النار شبه المعتاد لدينا ونتعذر لمن أصابه الهلع من الأطفال والنساء بأنها مجرد ألعاب نارية , وقضايا الاستراحات ذاع صيتها , و ما العشرات من الجرائم التي ارتكبت منذ بدء العام الهجري قبل قرابة الشهر عنا ببعيد , ويا قلب لا تحزن ..
كل مجتمع في هذا الوجود هو خليط من صالح وطالح , فالصالح يحتاج لتعزيز , والطالح لابد له من توعية يتبعها تأديب , وهذه الحلقة مفقودة بكل أسف , فكم من جانٍ لا يزال البحث عنه جار منذ يوم الجريمة ولم يلقَ القبض عليه , ولا نعلم إن تم القبض عليه هل سينال جزاءه أم أن لنا رأي آخر !!
كم أتمنى من صميم القلب بأن لا يأتي يوم تأخذنا الذكرى فيه حنيناً إلى وقتنا الراهن ونندم لأننا لم نبارك لأنفسنا فعلاً بـ 21% فقد تصبح إنجازاً ..