التنمية الشاملة
أستهل كلماتي بالمباركة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورده إلى أرض الوطن موفور الصحة والعافية ، ولولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهما الله على واسع كرم الله الذي امتن على المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بميزانية قياسية لم تصل إليها من ذي قبل . والتي توحي أرقامها وبنود إنفاقها بخطة استراتيجية متقنة ومحددة المعالم والغايات ، وتعتمد التنمية الشاملة هدفاً لها في كافة القطاعات وعلى جميع الأصعدة ، وبهذا نتفهم تنامي المشاريع الكبرى المتعلقة بالبنية الأساسية في شتى المجالات عموماً ، وفي مجال التعليم العالي على وجه الخصوص ، فهنا مدن جامعية قيد الإنشاء ومنها المدينة الجامعية لجامعة الخرج ، وهنالك كليات ناشئة ، وبين هذا وذاك اهتمام بمراكز البحث العلمي ودور الخبرة ومصادر المعرفة ، وبالتالي رقي المستوى العلمي والثقافي لدى المواطنين ، واتساع فرص الطلاب والطالبات في الالتحاق بالبرامج الأكاديمية التي يحبذونها بالنسبة للمستوى الجامعي وكذلك في مرحلتي الماجستير والدكتوراه .
وتأتي اللفتة الكريمة اللطيفة من لدن قيادتنا الرشيدة بزيادة مخصصات جامعة الخرج بنسبة تقارب 35% قياساً بميزانية عام 2010م ليرتفع معها مستوى الطموحات والآمال باستكمال معالم الصرح الجامعي لجامعة الخرج ، من خلال استكمال فروع الكليات والإدارات الموافق على إنشائها ، والدخول في شراكات مجتمعية تجعل طريق الجامعة نحو التميز والريادة ميسراً بإذن الله . كما ترفع مستوى الطموحات للراغبين من أبناء المحافظات الخمس وغيرهم في الالتحاق بالجامعة للعمل أو الدراسة ، وذلك لأن زيادة الإنفاق تؤمِّن فرصاً وظيفية جيدة ، كما تزيد من عدد المقاعد الدراسية في التخصصات المتاحة بالجامعة مصحوبة بالإعداد المهاري والتجهيز التقني اللائق بمكانة الجامعة ورسالتها .
إن زيادة الإنفاق الحكومي عموماً ، وعلى مجال التعليم العالي بخاصة ، يجسد حرص واهتمام حكومتنا الرشيد على الاستثمار في العنصر البشري ، فبناء الإنسان يعني بناء الأوطان ، والنهضة الحقيقية المستدامة لا تتحقق إلا بالسواعد المخلصة من أبناء الوطن وبناته ، وبهذا نتفهم مرامي هذا الإنفاق السخي ومقاصده البناءة والتنموية ، ولا يسعنا بعد بَذْلِ قادتنا وتشجيعهم إلا أن نتحمل مسؤولياتنا كما ينبغي ، وأن نقوم بواجبنا بأمانة وصدق كُلٌّ في مجاله - ، لنلبي جانباً من تطلعات قادتنا حفظهم الله ، ونضع لبنات صالحة في البناء الشامخ لبلادنا المباركة . ولا ننسى قبل ذلك كله أن نتوجه لله تعالى بالحمد والثناء على هباته وعطاياه الجزيلة فرزقنا الموارد المالية ، والموارد الطبيعية ، والعناصر البشرية القادرة على تحمل الأعباء والمسؤولية ، فله الفضل والمِنَّة أولاً وآخراً ، كما أشكره سبحانه أن منَّ على شعب المملكة العربية السعودية والأمة الإسلامية قاطبة بشفاء ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين ، ونجاح الجراحة التي أجريت له ، وانتقاله إلى حيث يمضي النقاهة ويستكمل العلاج الطبيعي ، فاطمأنت نفوسنا ، وانشرحت صدورنا ، وغمرتنا السعـادة والفرحـة « قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا » ، وبهذه المناسبة الكريمة انتهز الفرصة لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهما الله على سلامة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وتماثله للشفاء ، وستكتمل الفرحة ويعم السرور والصفاء بمقدمه ووصوله إلى أرض الوطن وقد تكلل بموفور الصحة والعافية .
ختاماً أسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا أمنها ورفاهيتها وعزها ، إن سميع مجيب .
عبدالرحمن الخضيري / وكيل جامعة الخرج